الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير فرات الكوفي/ فرات الكوفي (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ يُوفُونَ بِٱلنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً } * { وَيُطْعِمُونَ ٱلطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً }

قال: حدثنا أبو القاسم العلوي قال: حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفي [قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن زكريا الغطفاني قال: حدثني أبو الحسن هاشم بن أحمد بن معاوية بمصر عن محمد بن بحر عن روح بن عبد الله. ش]:

عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده [عليهم السلام. ب، ر] قال: مرض الحسن والحسين عليهما السلام مرضاً شديداً فعادهما سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعادهما أبو بكر وعمر فقال عمر لعلي: يا أبا الحسن إن نذرت لله نذراً واجباً فإن كل نذر لا يكون لله فليس منه [أ (خ ل)، ر: فيه] وفاء.

فقال علي بن أبي طالب [عليه السلام. أ]: إن عافا الله ولديّ مما بهما صمت لله ثلاثة أيام متواليات، وقالت فاطمة مثل مقالة علي وكانت لهم جارية نوبية تدعى فضة قالت: إن عافا الله سيدي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام.

فلما عافا الله الغلامين مما بهما انطلق علي إلى جارٍ يهودي يقال له: شمعون بن حارا فقال له: يا شمعون أعطني ثلاثة أصيع من شعير وجزة من صوف تغزله له إبنة محمد [صلى الله عليه وآله وسلم. أ] فأعطاه اليهودي الشعير والصوف فانطلق إلى منزل فاطمة [عليها السلام. أ، ب] فقال لها: يا بنت رسول الله كلي هذا واغزلي هذا. فباتوا وأصبحوا صياماً فلما أمسوا قامت الجارية إلى صاع من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص: قرص لعلي وقرص لفاطمة وقرص للحسن وقرص للحسين وقرص للجارية، وإن علياً صلى مع النبي [أ: رسول الله] صلى الله عليه وآله وسلم ثم أقبل إلى منزله [أ: منزل فاطمة] ليفطر فلما أن وضع بين أيديهم الطعام وأرادوا أكله فإذا سائل قد قام بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة. فألقى علي وألقى القوم من أيديهم الطعام وأنشأ علي بن أبي طالب هذه الأبيات:
فاطم ذات الود واليقين   يا بنت خير الناس أجمعين
أما ترين البائس المسكيــــن   قد جاء بالباب له حنيــــن
يشكو إلى الله ويستكيـــــــن   يشكو إلينا جائع حزيــــن
كل امرئ بكسبه رهيـــــــن   من يفعل الخير يقف سمين
ويدخل الجنة آمنيــــــــــــن   حرمت الجنة على الضنين
يهوى من النار إلى سجيــن   ويخرج منها إن خرج بعد حين
قال: فأنشأت فاطمة عليها السلام وهي تقول:
أمرك يا ابن العم سمع طاعة   مابي من لؤم ولا ضراعة
امط عني اللؤم والرقاعـــــــــــــة   غديت بالبر له صناعـــة
إني سأعطيه ولا انهيه ساعـــــــة   أرجو إن اطعمت من مجاعة
أن ألحق الأخيار والجماعـــــــــة   وأدخل الجنة لي شفاعــــــة

السابقالتالي
2 3 4 5 6