الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير فرات الكوفي/ فرات الكوفي (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ }

قال: حدثني جعفر بن محمد بن أحمد بن يوسف الأودي [أ، ب: الأزدي] معنعناً:

عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: " لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: { وأنذر عشيرتك الأقربين، واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " عرفت إن بدأت بها قومي رأيت منهم [ن: فيهم] ما أكره فصمت عليها حتى أتاني جبرئيل [عليه السلام. أ، ر] فقال لي: يا محمد إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك ".

قال علي [عليه السلام. ب. أ: صلوات الله عليه]: فدعاني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لي: يا علي إن الله قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فعرفت أن أبدء بهم [ر: أبدأتهم. ق: باداتهم] بذلك رأيت منهم ما أكره، فصمت عن ذلك [أ: عليها] حتى أتاني جبرئيل فقال لي يا محمد: إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك فاصنع لنا يا علي رجل شاة على صاع من طعام وأعد لنا عساً من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب ففعلت فاجتمعوا له وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون [رجلاً. أ، ب] أو ينقصونه فيهم أعمامه العباس وحمزة وأبو طالب وأبو لهب الكافر.

فجئت [ق: الخبيث] فقدمت إليهم الجفنة [أ: بجفنة] فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منها جذبة لحم فنتفها بأسنانه ثم رمى بها في نواحيها ثم قال: كلوا باسم الله. فأكل القوم حتى نهلوا عنه ما يرون إلا آثار أصابعهم والله إن الرجل ليأكل مثلها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اسقهم يا علي، فجئت بذلك القعب [أ، ب (خ ل): القرب] فشربوا منه حتى نهلوا جميعاً وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يتكلم تذرب [أ (هـ): سبقه. ر: بدات!] أبو لهب إلى الكلام فقال: لهدّ ما سحركم [أ، ب: بهذه أسحركم] صاحبكم. فتفرقوا ولم يكلمهم رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم. ب].

فلما كان الغد [ر: كالغد] قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ب]: يا علي اعد لي مثل الذي كنت صنعت بالأمس من الطعام والشراب فإن هذا الرجل قد بدرني إلى ما سمعت قبل أن أكلم القوم، ففعلت ثم جمعتهم له فصنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما صنع بالأمس فأكلوا حتى نهلوا عنه ثم سقيتهم فشربوا حتى نهلوا عنه من ذلك القعب وأيم الله إن كان الرجل منهم ليأكل مثلها [ويشرب مثلها].

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شاباً [ن: شباباً] من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بأمر الدنيا والآخرة فأيكم يكون وزيري على أمري هذا على أن يكون أخي ووليي؟ " فأحجم القوم عنه.

قال علي: فقلت:- وإني لأحدثهم سناً وأحمشهم ساقاً وأعظمهم بطناً وأرمصهم [أ: أرفقهم. ب: أرقصهم] عيناً أنا يا رسول الله أنا أكون وزيرك على ذلك. فأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعنقي ثم قال: " إن أخي هذا ووليي فاسمعوا له وأطيعوا ".

قال: فقام [ب: فتفرق] القوم يتضاحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرت أن تسمع له وتطيع ".


السابقالتالي
2 3 4