الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير فرات الكوفي/ فرات الكوفي (ت القرن 3 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } * { لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ } * { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ }

فرات قال: حدثني محمد بن الحسن بن إِبراهيم معنعناً:

عن علي [بن أبي طالب. أ. عليه السلام. أ، ب] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم [وبارك. ر]: " يا علي إِن الله [تبارك و. أ، ب] تعالى وهب لك حب المساكين والمستضعفين في الأرض فرضيت بهم إخواناً ورضوا بك إماماً، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب عليك.

يا علي أنت العلم لهذه الأمة من أحبك فقد أحبّني [ص: فاز] ومن أبغضك هلك [ر: فقد أبغضني].

يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها وهل تؤتى [أ: يؤتى] المدينة إلا من بابها.

يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ وكل ذي طمرين لو أقسم على الله لأبر قسمه.

يا علي إخوانك كل طاوٍ وباك مجتهد [يحب] فيك ويبغض فيك، محتقر عند الخلق، عظيم المنزلة عند الله تعالى.

يا علي محبوك جيران الله في دار القدس [ص: الفردوس] لا يأسفون على ما خلفوا في دار الدنيا.

يا علي أنا ولي من واليت وأنا عدو لمن عاديت.

يا علي إخوانك الذبل [ب: لذبل] الشفاه يعرف [ب: تعرف] الرهبانية في وجوههم.

يا علي إخوانك يفرحون في ثلاث مواطن: عن الموت وخروج أنفسهم وأنا وأنت شاهدهم، وعند المسألة في قبورهم، وعند العرض والحساب [ب: عرض الحساب. ص: العرض الأكبر] والصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا.

يا علي حربك حربي وسلمك سلمي وحزبك حزبي وحزبي حزب الله.

يا علي قل لإخوانك إن الله قد رضي عنهم إذ رضيك [أ، ب: رضيت] لهم قائداً ورضوا بك ولياً.

يا علي أنت أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين.

يا علي شيعتك المنتجبون ولولا أنت وشيعتك ما قام لله دين ولولا من في الأرض منهم ما أنزلت السماء قطرة.

يا علي لك كنز في الجنة وإنك [ب: أنت] ذو قرنيها [ب، ص: قرينها]، [و. ب] شيعتك تعرف بحزب [ر، أ: حزب] الله.

يا علي أنت وشيعتك القائمون بالقسط وخيرة الله من خلقه.

يا علي أنا أول من ينفض التراب عن رأسه وأنت معي ثم سائر الخلق.

يا علي أنت وشيعتك على الحوض تسقون من رضيتم وتمنعون من كرهتم وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش، يفزع الخلائق ولا يفزعون ويحزن الناس ولا يحزنون وفيهم نزلت [هذه. أ، ب] الآية: { وهم من فزعٍ يومئذٍ آمنون } [89/ النمل] [وقال: أ، ب] { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } إلى ثلاث آيات.

يا علي أنت وشيعتك تطلبون في الموقف وأنتم في الجنان متنعمون.

يا علي أنت وشيعتك تطلبون في الموقف وأنتم في الجنان متنعمون.

يا علي إن الملائكة والخزان [ب: والحور. أ: والحوراء] يشتاقون إليكم وإن حملة العرش والملائكة ليخصونكم بالدعاء [ويسألون الله. ص] لمحبيكم [أ، ر: لمحبتكم] ويفرحون بمن قدم عليهم منكم كما يفرح الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة.

يا علي شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات لأنهم يلقون الله وما عليهم من ذنب.

يا علي إن أعمال شيعتك ستعرض علي في كل جمعة فأفرح بصلاح [ص: بصالح] ما يبلغني من أعمالهم واستغفر لسيئاتهم.

يا علي ذكرك في التوراة وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير وكذلك في الإنجيل وأهل الكتاب عن اليّا يخبرونك مع علمك بالتوراة والإنجيل وما أعطاك الله من علم الكتاب وإن أهل الإنجيل ليعظمون اليّا وما يعرفونه يخبرونه في كتبهم.

يا علي أعلم أصحابك أنّ ذكرهم في السماء أكثر وأعظم من ذكرهم في الأرض [ص: ذكر أهل الأرض] لهم بالخير فليفرحوا بذلك وليزدادوا اجتهاداً.

يا علي إن أرواح شيعتك لتصعد إلى السماء في رقادهم [ووفاتهم. ص] فينظر الملائكة إليهم كما ينظر الناس إلى الهلال شوقاً إليهم وما يرون من منازلهم [ص: منزلتهم] عند الله [تعالى. ر].

يا علي قل لأصحابك العارفين بك يتنزهون عن الأعمال التي يقارفها عدوهم فما من يوم وليلة إلا ورحمة الله تغشاهم فليجتنبوا الدنس.

يا علي اشتد غضب الله على من قلاهم وبرئ منك ومنهم واستبدل [أ، ر: واستذل] بك وبهم ومال إلى غيرك [ص: عدوك] وتركك وشيعتك واختار الضلالة ونصب الحرب لك ولشيعتك وأبغضنا أهل البيت وأبغض من والاك ونصرك وبذل مهجته وماله فينا.

يا علي اقرءهم مني السلام من لم أره منهم و [من. أ، ب] لم يرني فأعلمهم أنهم إخواني وأشتاق إلى رؤيتهم الذين يتمسكون بحبل الله وليعتصموا به وليجتهدوا في العمل، فانا لا نخرجهم من الهدى إلى ضلالة أبداً، وأخبرهم أن الله تعالى عنهم راضٍ وأنهم يباهي بهم الملائكة وينظر إليهم في كل جمعة برحمته [أ، ب: برحمة] وبأن الملائكة [ص: ويأمر الملائكة أن] تستغفر لهم.

يا علي لا ترغب عن [ب، ر: في] نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون إني أحبك فأحبوك بحبي إياك ودانوا إلى الله بمودتك، وأعطوا صفو المودة من قلوبهم واختاروك على الآباء والأولاد وسلكوا طريقك وقد تحملوا [ص: حملوا. على. أ، ر، ص] المكاره فينا فأبوا إلا نصرنا وبذلوا المهج فينا مع الأذى وسوء القول [و. ر] ما يستذلون به من مضاضة ذلك فكن بهم رحيماً واقنع بهم فإن الله عزّ ذكره اختارهم لنا بعلمه من الخلق وخلقهم من طينتنا واستودعهم سرنا [ن: شرفاً] وألزم قلوبهم معرفة حقنا وشرح صدورهم وجعلهم يتمسكون بحبلنا لا يؤثرون علينا من خالفنا مع { ما يزول } [ن: نزول] من الدنيا عنهم وميل السلطان عليهم بالمكاره والتلف، أيدهم الله وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به والناس في عمى من الضلالة متخبطين في الأهواء عمى عن المحجة وعما جاء من عند الله فهم يصبحون ويمسون في سخط الله وشيعتك على منهاج الحق والاستقامة لا يستوحشون إلى من خالفهم ليس الرياء منهم وليسوا منه أولئك مصابيح الدجى ".


السابقالتالي
2