الرئيسية - التفاسير


* تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلْفَجْرِ } * { وَلَيالٍ عَشْرٍ } * { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } * { وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } * { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ } * { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } * { إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } * { ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ } * { وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ } * { وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ } * { ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ } * { فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ } * { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } * { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ } * { فَأَمَّا ٱلإِنسَانُ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَكْرَمَنِ } * { وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّيۤ أَهَانَنِ } * { كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ ٱلْيَتِيمَ } * { وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ } * { وَتَأْكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكْلاً لَّمّاً } * { وَتُحِبُّونَ ٱلْمَالَ حُبّاً جَمّاً } * { كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ ٱلأَرْضُ دَكّاً دَكّاً } * { وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } * { وَجِيۤءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ ٱلذِّكْرَىٰ } * { يَقُولُ يٰلَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي } * { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ } * { وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ } * { يٰأَيَّتُهَا ٱلنَّفْسُ ٱلْمُطْمَئِنَّةُ } * { ٱرْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً } * { فَٱدْخُلِي فِي عِبَادِي } * { وَٱدْخُلِي جَنَّتِي }

بيان في السورة ذم التعلق بالدنيا المتعقب للطغيان والكفران وإيعاد أهله بأشد عذاب الله في الدنيا والآخرة فتبين أن الانسان لقصور نظره وسوء فكره يرى أن ما آتاه الله من نعمه من كرامته على الله وأن ما يتلبس به من الفقر والعدم من هوانه فيطغى ويفسد في الأرض إذا وجد ويكفر إذا فقد وقد اشتبه عليه الأمر فما يصيبه من القدرة والثروة ومن الفقر وضيق المعاش امتحان وابتلاء إلهي ليظهر به ماذا يقدم من دنياه لاخراه. فليس الأمر على ما يتوهمه الإِنسان ويقوله بل الأمر كما سيتذكره إذا وقع الحساب وحضر العذاب أن ما أصابه من فقر أو غنى أو قوة أو ضعف كان امتحاناً إلهياً وكان يمكنه أن يقدم من يومه لغده فلم يفعل وآثر العقاب على الثواب فليس ينال الحياة السعيدة في الآخرة إلا النفس المطمئنة إلى ربها المسلمة لأمره التي لا تتزلزل بعواصف الابتلاءات ولا يطغيه الوجدان ولا يكفره الفقدان. والسورة مكية بشهادة سياق آياتها. قوله تعالى { والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل في ذلك قسم لذي حجر } الفجر الصبح والشفع الزوج، قال الراغب الشفع ضم الشيء إلى مثله ويقال للمشفوع شفع. انتهى. وسرى الليل مضية وإدباره، والحجر العقل فقوله { والفجر } إقسام بالصبح وكذا الحال فيما عطف عليه من ليال والشفع والوتر والليل. ولعل ظاهر قوله { والفجر } أن المراد به مطلق الفجر ولا يبعد أيضاً أن يراد به فجر يوم النحر وهو عاشر ذي الحجة. وقيل المراد فجر ذي الحجة، وقيل فجر المحرم أول السنة وقيل فجر يوم الجمعة، وقيل فجر ليلة جمع، وقيل المراد به صلاة الفجر، وقيل النهار كله وقيل فجر العيون من الصخور وغيرها وهي وجوه ردية. وقوله { وليال عشر } لعل المراد بها الليالي العشر من أول ذي الحجة إلى عاشرها والتنكير للتفخيم. وقيل المراد بها الليالي العشر من آخر شهر رمضان، وقيل الليالي العشر من أوله، وقيل الليالي العشر من أول المحرم، وقيل المراد عبادة ليال عشر على تقدير أن يراد بالفجر صلاة الفجر. وقوله { والشفع والوتر } يقبل الانطباق على يوم التروية ويوم عرفة وهو الأنسب على تقدير أن يراد بالفجر وليال عشر فجر ذي الحجة والعشر الأول من لياليها. وقيل المراد صلاتا الشفع والوتر في آخر الليل، وقيل مطلق الصلاة فمنها شفع ومنها وتر، وقيل الشفع يوم النحر والوتر يوم عرفة، وقيل الشفع جميع الخلق لأنه قالوخلقناكم أزواجاً } النبأ 8، والوتر هو الله تعالى، وعلى هذه الأقوال روايات ستوافيك في البحث الروائي الآتي إن شاء الله. وقيل المراد الزوج والفرد من العدد، وفي الإِقسام بهما تذكير بالعدد لما في ضبط المقادير به من عظيم النعمة من الله سبحانه، وقيل الشفع والوتر جميع المخلوقات لأن الأشياء إما زوج وإما فرد، وقيل الوتر آدم شفع بزوجته، وقيل الشفع الأيام والليالي والوتر اليوم الذي لا ليل بعده وهو يوم القيامة، وقيل الشفع الصفا والمروة والوتر البيت الحرام، وقيل الشفع أيام عاد والوتر لياليها، وقيل الشفع أبواب الجنة وهي ثمانية والوتر أبواب جهنم وهي سبعة إلى غير ذلك وهي كثيرة أنهاها بعضهم إلى ستة وثلاثين قولاً ولا يخلو أكثرها من تحكم.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8