الرئيسية - التفاسير


* تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلنَّازِعَاتِ غَرْقاً } * { وَٱلنَّاشِطَاتِ نَشْطاً } * { وَٱلسَّابِحَاتِ سَبْحاً } * { فَٱلسَّابِقَاتِ سَبْقاً } * { فَٱلْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً } * { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ } * { تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ } * { قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } * { أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } * { يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ } * { أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } * { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } * { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } * { فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ } * { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } * { إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى } * { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } * { فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } * { وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ } * { فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ } * { فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ } * { ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ } * { فَحَشَرَ فَنَادَىٰ } * { فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } * { فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ } * { ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا } * { رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا } * { وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا } * { وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } * { أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا } * { وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا } * { مَتَاعاً لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ } * { فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } * { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ مَا سَعَىٰ } * { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ } * { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } * { وَآثَرَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } * { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } * { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } * { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ }

بيان في السورة إخبار مؤكد بوقوع البعث والقيامة، واحتجاج عليه من طريق التدبير الربوبي المنتج أن الناس سينقسمون يومئذ طائفتين أصحاب الجنة وأصحاب الجحيم وتختتم السورة بالإِشارة إلى سؤالهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن وقت قيام الساعة والجواب عنه. والسورة مكيَّة بشهادة سياق آياتها. قوله تعالى { والنازعات غرقاً والناشطات نشطاً والسابحات سبحاً فالسابقات سبقاً فالمدبرات أمراً } اختلف المفسرون في تفسير هذه الآيات الخمس اختلافاً عجيباً مع اتفاقهم على أنها إقسام، وقول أكثرهم بأن جواب القسم محذوف، والتقدير أُقسم بكذا وكذا لتبعثن. فقوله { والنازعات غرقاً } قيل المراد بها ملائكة الموت تنزع الأرواح من الأجساد، و { غرقاً } مصدر مؤكد بحذف الزوائد أي إغراقاً وتشديداً في النزع. وقيل المراد بها الملائكة الذين ينزعون أرواح الكفار من أجسادهم بشدة، وقيل هو الموت ينزع الأرواح من الأبدان نزعاً بالغاً. وقيل المراد بها النجوم تنزع من أُفق لتغيب في أفق أي تطلع من مطالعها لتغرب في مغاربها، وقيل المراد بها القسي تنزع بالسهم أي تمد بجذب وترها إغراقاً في المد فالإِقسام بقسي المجاهدين في سبيل الله أو بالمجاهدين أنفسهم، وقيل المراد بها الوحش تنزع إلى الكلأ. وقوله { والناشطات نشطاً } النشط الجذب والخروج والإِخراج برفق وسهولة وحل العقدة، قيل المراد بها الملائكة الذين يخرجون الأرواح من الأجساد، وقيل المراد بها خصوص الملائكة يخرجون أرواح المؤمنين من أجسادهم برفق وسهولة، كما أن المراد بالنازعات غرقاً الملائكة الذين ينزعون أرواح الكفار من أجسادهم. وقيل هم الملائكة الذين ينشطون أرواح الكفار من أجسادهم، وقيل المراد بها أرواح المؤمنين أنفسهم، وقيل هي النجوم تنشط وتذهب من أفق إلى أفق، وقيل هي السهام تنشط من قسيِّها في الغزوات، وقيل هو الموت ينشط ويخرج الأرواح من الأجساد، وقيل هي الوحش تنشط من قطر إلى قطر. وقوله { والسابحات سبحاً } قيل المراد بها الملائكة تقبض الأرواح فتسرع بروح المؤمن إلى الجنة وبروح الكافر إلى النار، والسبح الإِسراع في الحركة كما يقال للفرس سابح إذا أسرع في جريه، وقيل المراد بها الملائكة يقبضون أرواح المؤمنين يسلُّونها من الأبدان سلاً رفيقاً ثم يدعونها حتى يستريح كالسابح بالشيء في الماء يرمي، وقيل هي الملائكة ينزلون من السماء مسرعين، وقيل هي النجوم تسبح في فلكها كما قال تعالى { وكل في فلك يسبحون }. وقيل هي خيل الغزاة تسبح في عدوها وتسرع، وقيل هي المنايا تسبح في نفوس الحيوان، وقيل هي السفن تسبح في المياه، وقيل السحاب، وقيل دواب البحر. وقوله { فالسابقات سبقاً } قيل المراد بها مطلق الملائكة لأنها سبقت ابن آدم بالخير والإِيمان والعمل الصالح، وقيل ملائكة الموت تسبق بروح المؤمن إلى الجنة وبروح الكافر إلى النار، وقيل الملائكة القابضون لروح المؤمن تسبق بها إلى الجنة، وقيل ملائكة الوحي تسبق الشياطين بالوحي إلى الأنبياء، وقيل أرواح المؤمنين تسبق إلى الملائكة التي يقبضونها شوقاً إلى لقاء الله سبحاًنه، وقيل هي النجوم تسبق بعضها بعضاً في السير، وقيل هي خيل الغزاة تسبق بعضها بعضاً في الحرب، وقيل هي المنايا تسبق الآمال.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد