الرئيسية - التفاسير


* تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ) مصنف و مدقق


{ فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ } * { فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ } * { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ } * { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } * { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } * { وَبَنِينَ شُهُوداً } * { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } * { ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } * { كَلاَّ إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } * { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } * { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } * { فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } * { ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } * { ثُمَّ نَظَرَ } * { ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ } * { ثُمَّ أَدْبَرَ وَٱسْتَكْبَرَ } * { فَقَالَ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } * { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ قَوْلُ ٱلْبَشَرِ } * { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ } * { لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ } * { لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } * { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ } * { وَمَا جَعَلْنَآ أَصْحَٰبَ ٱلنَّارِ إِلاَّ مَلَٰئِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسْتَيْقِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَيَزْدَادَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوۤاْ إِيمَٰناً وَلاَ يَرْتَابَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَٰبَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَٱلْكَٰفِرُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ }

بيان في الآيات وعيد شديد للطاعنين في القرآن الرامين له بأنه سحر والمستهزئين لبعض ما فيه من الحقائق. قوله تعالى { فإذا نقر في الناقور } النقر القرع والناقور ما ينقر فيه للتصويت، والنقر في الناقور كالنفخ في الصور كناية عن بعث الموتى وإحضارهم لفصل القضاء يوم القيامة والجملة شرطية جزاؤها قوله { فذلك } الخ. قوله تعالى { فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير } الإِشارة بقوله { فذلك } إلى زمان نقر الناقور ولا يبعد أن يكون المراد بيومئذ يوم إذ يرجعون إلى الله للحساب والجزاء أو يوم إذ يرجع الخلائق إلى الله فيكون ظرفاً ليوم نقر الناقور فمن الجائز أن تعتبر قطعة من الزمان ظرفاً لبعض أجزائه كالسنة تجعل ظرفاً للشهر والشهر يجعل ظرفاً لليوم لنوع من العناية أو يعتبر زمان متعدداً مختلفاً باختلاف صفاته أو الحوادث الواقعة فيه ثم يجعل باعتبار بعض صفاته ظرفاً لنفسه باعتبار صفة اخرى. والمعنى فزمان نقر الناقور الواقع في يوم رجوع الخلائق إلى الله زمان عسير على الكافرين أو زمان نقر الناقور زمان عسير على الكافرين في يوم الرجوع - بناء على كون قوله { يومئذ } قيداً لقوله { فذلك } أو لقوله " يوماً " -. وقال في الكشاف فإن قلت بمَ انتصب إذاً وكيف صح أن يقع يومئذ ظرفاً ليوم عسير؟ قلت انتصب إذاً بما دل عليه الجزاء لأن المعنى إذا نقر في الناقور عسر الأمر على الكافرين، والذي أجاز وقوع يومئذ ظرفاً ليوم عسير أن المعنى فذلك وقت النقر وقوع يوم عسير لأن يوم القيامة يأتي ويقع حين ينقر في الناقور. انتهى. وقال ويجوز أن يكون يومئذ مبنياً مرفوع المحل بدلاً من ذلك، ويوم عسير خبر كأنه قيل فيوم النقر يوم عسير. انتهى. وقوله { غير يسير } وصف آخر ليوم مؤكد لعسره ويفيد أنه عسير من كل وجه لا من وجه دون وجه. قوله تعالى { ذرني ومن خلقت وحيداً } كلمة تهديد وقد استفاض النقل أن الآية وما يتلوها إلى تمام عشرين آية نزلت في الوليد بن المغيرة، وستأتي قصته في البحث الروائي الآتي إن شاء الله تعالى. وقوله { وحيداً } حال من فاعل { خلقت } ومحصل المعنى دعني ومن خلقته حال كوني وحيداً لا يشاركني في خلقه أحد ثم دبرت أمره أحسن التدبير، ولا تحل بيني وبينه فأنا أكفيه. ومن المحتمل أن يكون حالاً من مفعول { ذرني }. وقيل حال من مفعول خلقت المحذوف وهو ضمير عائد إلى الموصول، ومحصل المعنى دعني ومن خلقته حال كونه وحيداً لا مال له ولا بنون، واحتمل أيضاً أن يكون { وحيداً } منصوباً بتقدير " أذم " وأحسن الوجوه أولها.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7