الرئيسية - التفاسير


* تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ) مصنف و مدقق


{ فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ } * { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } * { هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } * { أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } * { ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ } * { فَاكِهِينَ بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } * { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ } * { وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } * { يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } * { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } * { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } * { فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ } * { إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ ٱلرَّحِيمُ }

بيان تذكر الآيات من يقع عليهم هذا العذاب الذي لا ريب في تحققه ووقوعه، وتصف حالهم إذ ذاك، وهذا هو الغرض الأصيل في السورة كما تقدمت الإشارة إليه وأما ما وقع في الآيات من وصف حال المتقين يومئذ فهو من باب التطفل لتأكيد الإنذار المقصود. قوله تعالى { فويل يومئذ للمكذبين } تفريع على ما دلت عليه الآيات السابقة من تحقق وقوع العذاب يوم القيامة أي إذا كان الأمر كما ذكر ولم يكن محيص عن وقوع العذاب فويل لمن يقع عليه وهم المكذبون لا محالة فالجملة تدل على كون المعذبين هم المكذبين بالاستلزام وعلى تعلق الويل بهم بالمطابقة. أو التقدير إذا كان العذاب واقعاً لا محالة ولا محالة لا يقع إلا على المكذبين لأنهم الكافرون بالله المكذبون ليوم القيامة فويل يومئذ لهم، فالدال على تعلق العذاب بالمكذبين هو قوله { عذاب ربك } لأن عذاب الله إنما يقع على من دعاه فلم يجبه وكذب دعوته. قوله تعالى { الذين هم في خوض يلعبون } الخوض هو الدخول في باطل القول قال الراغب الخوض هو الشروع في الماء والمرور فيه، ويستعار في الأمور وأكثر ما ورد في القرآن ورد فيما يذم الشروع فيه انتهى، وتنوين التنكير في { خوض } يدل على صفة محذوفة أي في خوض عجيب. ولما كان الاشتغال بباطل القول لا يفيد نتيجة حقة إلا نتيجة خيالية يزينها الوهم للخائض سماه لعباً - واللعب من الأفعال ما ليس له إلا الأثر الخيالي -. والمعنى الذين هم مستمرون في خوض عجيب يلعبون بالمجادلة في آيات الله وإنكارها والاستهزاء بها. قوله تعالى { يوم يدعون إلى نار جهنم دعا } الدعُّ هو الدفع الشديد، والظاهر أن { يوم } بيان لقوله { يومئذ }. قوله تعالى { هذه النار التي كنتم بها تكذبون } أي يقال لهم هذه النار التي كنتم بها تكذبون، والمراد بالتكذيب بالنار التكذيب بما أخبر به الأنبياء عليهم السلام بوحي من الله من وجود هذه النار وأنه سيعذب بها المجرمون ومحصل المعنى هذه مصداق ما أخبر به الأنبياء فكذبتم به. قوله تعالى { أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون } تفريع على قوله { هذه النار التي كنتم بها تكذبون } والاستفهام للإنكار تفريعاً لهم أي إذا كانت هذه هي تلك النار التي كنتم تكذبون بها فليس هذا سحراً كما كنتم ترمون إخبار الأنبياء بها أنه سحر وليس هذا أمراً موهوماً خرافياً كما كنتم تتفوهون به بل أمر مبصر معاين لكم فالآية في معنى قوله تعالىويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق } الأحقاف 34. وبما مر من المعنى يظهر أن { أم } في قوله { أم أنتم لا تبصرون } متصلة وقيل منقطعة ولا يخلو من بعد.

السابقالتالي
2 3 4 5 6