الرئيسية - التفاسير


* تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ) مصنف و مدقق


{ حـمۤ } * { عۤسۤقۤ } * { كَذَلِكَ يُوحِيۤ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلعَظِيمُ } * { تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَٱلْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي ٱلأَرْضِ أَلاَ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ }

بيان تتكلم السورة حول الوحي الذي هو نوع تكليم من الله سبحانه لأنبيائه ورسله كما يدل عليه ما في مفتتحها من قوله { كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله } الآية، وما في مختتمها من قوله { وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً } الخ الآيات، ورجوع الكلام إليه مرة بعد أخرى في قوله { وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً } الآية، وقوله { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً } الآية، وقوله { الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان } الآية وما يتكرر في السورة من حديث الرزق على ما سيجيء. فالوحي هو الموضوع الذي يجري عليه الكلام في السورة وما فيها من التعرض لآيات التوحيد وصفات المؤمنين والكفار وما يستقبل كلاً من الفريقين في معادهم ورجوعهم إلى الله سبحانه مقصود بالقصد الثاني وكلام جره كلام. والسورة مكية وقد استثني قوله { والذين استجابوا لربهم } إلى تمام ثلاث آيات، وقوله { قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى } إلى تمام أربع آيات وسيجيء الكلام فيها إن شاء الله تعالى. قوله تعالى { حم عسق } من الحروف المقطعة الواقعة في أوائل عدة من السور القرآنية، وذلك من مختصات القرآن الكريم لا يوجد في غيره من الكتب السماوية. وقد اختلف المفسرون من القدماء والمتأخرين في تفسيرها وقد نقل عنهم الطبرسي في مجمع البيان أحد عشر قولاً في معناها أحدها أنها من المتشابهات التي استأثر الله سبحانه بعلمها لا يعلم تأويلها إلا هو. الثاني أن كلاً منها اسم للسورة التي وقعت في مفتتحها. الثالث أنها أسماء القرآن أي لمجموعه. الرابع أن المراد بها الدلالة على أسماء الله تعالى فقوله { ألم } معناه أنا الله أعلم، وقوله { المر } معناه أنا الله أعلم وأرى، وقوله { المص } معناه أنا الله أعلم وأُفصل، وقوله { كهيعص } الكاف من الكافي، والهاء من الهادي، والياء من الحكيم، والعين من العليم، والصاد من الصادق، وهو مروي عن ابن عباس، والحروف المأخوذة من الأسماء مختلفة في أخذها فمنها ما هو مأخوذ من أول الاسم كالكاف من الكافي، ومنها ما هو مأخوذ من وسطه كالياء من الحكيم، ومنها ما هو مأخوذ من آخر الكلمة كالميم من أعلم. الخامس أنها أسماء لله تعالى مقطعة لو أحسن الناس تأليفها لعلموا اسم الله الأعظم تقول الر وحم ون يكون الرحمن وكذلك سائرها إلا أنا لا نقدر على تأليفها وهو مروي عن سعيد بن جبير. السادس أنها أقسام أقسم الله بها فكأنه هو أقسم بهذه الحروف على أن القرآن كلامه وهي شريفة لكونها مباني كتبه المنزلة، وأسمائه الحسنى وصفاته العليا، وأصول لغات الأمم على اختلافها.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9