الرئيسية - التفاسير


* تفسير الميزان في تفسير القرآن/ الطبطبائي (ت 1401 هـ) مصنف و مدقق


{ حـمۤ } * { تَنزِيلٌ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ } * { كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ } * { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا فِيۤ أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وَفِي آذانِنَا وَقْرٌ وَمِن بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ فَٱعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ } * { قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَٱسْتَقِيمُوۤاْ إِلَيْهِ وَٱسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ } * { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } * { قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَآءً لِّلسَّآئِلِينَ } * { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ } * { فَقَضَٰهُنَّ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنْيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ }

بيان تتكلم السورة حول إعراضهم عن الكتاب المنزل عليهم وهو القرآن الكريم فهو الغرض الأصلي ولذلك ترى طائف الكلام يطوف حوله ويبتدئ به ثم يعود إليه فصلاً بعد فصل فقد افتتح بقوله { تنزيل من الرحمن الرحيم } الخ ثم قيل { وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن } الخ، وقيل { إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا } الخ، وقيل { إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم } الخ، وقيل - وهو في خاتمة الكلام - { قل أرأيتم إن كان من عند الله ثم كفرتم به } الخ. ولازم إعراضهم عن كتاب الله إنكار الأصول الثلاثة التي هي أساس دعوته الحقة وهي الوحدانية والنبوة والمعاد فبسطت الكلام فيها وضمنته التبشير والإِنذار. والسورة مكية لشهادة مضامين آياتها على ذلك وهي من السور النازلة في أوائل البعثة على ما يستفاد من الروايات. قوله تعالى { حم تنزيل من الرحمن الرحيم } خبر مبتدأ محذوف، والمصدر بمعنى المفعول، والتقدير هذا منزل من الرحمن الرحيم، والتعرض للصفتين الكريمتين الرحمن الدال على الرحمة العامة للمؤمن والكافر، والرحيم الدال على الرحمة الخاصة بالمؤمنين للإِشارة إلى أن هذا التنزيل يصلح للناس دنياهم كما يصلح لهم آخرتهم. قوله تعالى { كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون } خبر بعد خبر، والتفصيل يقابل الإِحكام والإِجمال، والمراد بتفصيل آيات القرآن تمييز أبعاضه بعضها من بعض بإنزاله إلى مرتبة البيان بحيث يتمكن السامع العارف بأساليب البيان من فهم معانيه وتعقل مقاصده وإلى هذا يشير قوله تعالىكتاب أُحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير } هود 1، وقولهوالكتاب المبين إنا جعلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون وإنه في أُم الكتاب لدينا لعلي حكيم } الزخرف 2 - 4. وقوله { قرآناً عربياً } حال من الكتاب أو من آياته، وقوله { لقوم يعلمون } اللام للتعليل أو للاختصاص، ومفعول { يعلمون } إما محذوف والتقدير لقوم يعلمون معانيه لكونهم عارفين باللسان الذي نزّل به وهم العرب وإما متروك والمعنى لقوم لهم علم. ولازم المعنى الأول أن يكون هناك عناية خاصة بالعرب في نزول القرآن عربياً وهو الذي يشعر به أيضاً قوله الآتي { ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته ءأعجمي وعربي } الآية وقريب منه قولهولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به يؤمنون } الشعراء 198 - 199. ولا ينافي ذلك عموم دعوته صلى الله عليه وآله وسلم لعامة البشر لأن دعوته صلى الله عليه وآله وسلم كانت مرتبة على مراحل فأول ما دعا دعا الناس بالموسم فقوبل بإنكار شديد منهم ثم كان يدعو بعد ذلك سراً مدة ثم أمر بدعوة عشيرته الأقربين كما يشير إليه قوله تعالىوأنذر عشيرتك الأقربين }

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد