الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَاتِ ٱلرَّسُولِ أَلاۤ إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ ٱللَّهِ } لمّا كان قوله الاعراب اشدّ كفراً مقدّمة للتّفصيل الّذى بعده حكم فيه على الجنس للاشعار بانّه سجيّتهم ولازمهم، ليكون مذمومهم اشدّ ذمّاً وممدوحهم ابلغ مدحاً، وكرّر لفظ الاعراب ليكون تصويراً لهم بما وصفوا به من السّجيّة الخبيثة ليكون فى الذّمّ والمدح أبلغ { وَصَلَوَاتِ ٱلرَّسُولِ } سبب دعواته لانّه (ص) كان يدعو للمصدّق بحسب الامر الآلهىّ بقوله: اللّهمّ صلّ عليه { أَلاۤ إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ } لمّا صار المقام مظنّة السّؤال عن انّها قربة ام لا؟ وهل يكون سبباً لصلوات الرّسول (ص)؟ وهل يجاب الرّسول (ص) فى حقّهم ام لا؟ اتى بالجملة المذكورة مقطوعة عن سابقها مؤكّدة مصدّرة باداة الاستفتاح { سَيُدْخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ } تصديق بسبيّة انفاقهم لدعاء الرّسول (ص) واجابة الله له (ص) فى حقّهم، والسّين امّا للتّأكيد او للتّسويف { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } تعليل لتأكيد الوعد وتحقيقه.