الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } * { وَجَآءَ ٱلْمُعَذِّرُونَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

{ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا } جواب لسؤالٍ عن حالهم و { ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ وَجَآءَ ٱلْمُعَذِّرُونَ } عن عذّر فى الامر اذا قصّر فيه وكأنّه كان فى الاصل بمعنى بالغ فى ابداء العذر لامرٍ قصّر فيه، او من اعتذار اذا بالغ فى ابداء العذر ولم يكن المبالغة فى ابداء العذر الاّ لامر يتراءى التّقصير فيه وقرء المُعْذرون من باب الافعال بمعنى المعذّرون من باب التّفعيل { مِنَ ٱلأَعْرَابِ } الاعراب الّذين لا يسكنون العمران ويعيشون فى البادية جمعٌ لا واحد له كما قيل، او جمع للعرب خصّص ببعض افراده والعرب بالضّمّ وبالتّحريك الّذين يسكنون العمران او هو اعمّ { لِيُؤْذَنَ لَهُمْ } فى القعود حيث لا يتفقّهون معنى الايمان وانّه يقتضى التّسليم { وَقَعَدَ ٱلَّذِينَ كَذَبُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } فى البيعة الاسلاميّة حيث شرط عليهم ان لا يتخلّفوا قول الرّسول وان يكون لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم، فقبلوه ولم يطيعوا الرّسول (ص) بعد فى امره ولم يوافقوا المسلمين فيما عليهم { سَيُصِيبُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ } لا الّذين بقوا على اسلامهم وتصديق الرّسول (ص) كبعض الاعراب حيث لم يكن استيذانهم وتخلّفهم لانكار الرّسالة بل لعدم تفقّه الغرض من الاسلام وكبعض القاعدين لطلب الرّاحة وعدم تحمّل التّعب لا لانكار الرّسالة { عَذَابٌ أَلِيمٌ لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ } جواب لسؤالٍ اقتضاه السّابق كأنّه قيل: هل على المعذورين حرج فى التّخلّف؟ - فانّ التّشديد والتّغليظ على المتخلّفين وكثرة ذمّهم يقتضى التّرديد فى حال المعذورين والسّؤال عنها { وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ } فى تخلّفهم عن الغزو { إِذَا نَصَحُواْ للَّهِ وَرَسُولِهِ } خلصوا او اظهروا خير غيرهم ورغّبوه فيه خالصاً مترحّماً { مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ } فى موضع التّعليل يعنى انّ المتخلّف لعذرٍ بشرط النّصح مجاهد ومحسن، وما على المحسنين من سبيلٍ للّوم والّذمّ والعتاب فى الدّنيا { وَٱللَّهُ غَفُورٌ } لمن اساء فكيف بمن أحسن { رَّحِيمٌ } فلا سبيل عليهم بالعقوبة فى الآخرة.