الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ }

{ ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ } الامر والنّهى ههنا للتّسوية غير منظور منهما حقيقة الامر والنّهى، ولفظة او للتّخيير على ما روى " انّه (ص) قال فى جواب من قال: اما نهاك ربّك عن الاستغفار للمنافقين؟ - حين صلّى على ميّت عبد الله بن ابىّ: انّ الله خيّرنى " { إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ } وهذا عتاب له بايّاك اعنى واسمعى يا جارة، وعتاب المقرّبين تعريضاً بمن استحقّ العتاب فى الحقيقة تقريب لهم واهانة بالمستحقّين حيث اسقطهم عن درجة الخطاب والعتاب ولذا لم يقل: لم يجب الله لك بل قال لن يغفر الله لهم حيث لم يتوجّه العتاب اليه (ص) والاشكال بانّ استغفاره (ص) مجابٌ لا محالة لانّ غيره اذا توسّل به الى الله اجابه فكيف اذا استغفر هو لم يجبه ولن يغفر للمستغفر له؛ مدفوع بانّ المراد المبالغة فى عدم استحقاقهم للمغفرة بحيث لو فرض استغفار الرّسول (ص) الّذى لا ينفكّ الاجابة عنه لهم لما غفر لهم، ومثل هذا كثيرٌ فى كلامهم حيث يعلّقون نفى الجزاء على امرٍ مستلزمٍ لتحقّق الجزاء مبالغةً فى عدم تحقّقه، واستعمال السّبعين لاستعماله كثيراً فى معنى الكثرة لكونه من مراتب الاعداد التّامّة كالسّبعة والسّبعمائة ولذا يأتون بالواو بعد السّبعة ويسمّونه واو الثّمانية او للاشارة الى مراتبه السّبعين مبالغةً فى عدم استحقاقهم للمغفرة { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } تدارك لما يتوهّم من عدم قبول مسئلته واستغفاره بانّ عدم المغفرة لهم ليس لعدم استحقاقك للاجابة بل لعدم استحقاقهم للمغفرة { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ } وضع الظّاهر موضع المضمر للاشارة الى ذمٍّ آخر وعلّة الحكم.