الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ وَٱلْمُنَافِقِينَ وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَاهِدِ ٱلْكُفَّارَ } بالجهاد الصّورىّ والقتال بنفسك { وَٱلْمُنَافِقِينَ } بمظاهرك واوصيائك فانّه لم يقاتل المنافقين ومن هنا علم وجه تأخير المنافقين هنا مع انّ المقام للتّغليظ على المنافقين وذكر الكفّار لمحض بيان مساواة المنافقين لهم لذمّ آخر للمنافقين، ولذا اخّر الكفّار فى الآية السّابقة او جاهد الكفّار والمنافقين فى العالم الكبير والصّغير بنفسك او باوصيائك او باتباعك المؤمنين، فانّ المؤمنين ايضاً مأمورون بالجهاد مع كفّار وجودهم ومنافقيه بالقتال الصّورىّ والمعنوىّ وبالمحاجّة والمجادلة الحسنة وبالمداراة وحسن العشرة وبادخالهم تحت سلطنتك واخذ الجزية والزام الفرائض والحدود على منافقى امّتك، فما ورد فى الاخبار فى تفسير الآية مع اختلافها غير مختلف معنى { وَٱغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ } امّا جملة دعائيّة او ذمّيّة فلا اشكال فى عطفها على الانشاء ولا فى عطف ما بعدها عليها ايضاً، او جملة خبريّة وحينئذٍ فالعطف امّا بتوهّم جملة معطوف عليها او بتقديرها باعتبار المعنى، فانّ الامر بالقتال والغلظة مشعر بانّهم لا خير فيهم فكأنّه قال انّهم لا خير فيهم ومأويهم جهنّم والتّعاطف بين غير المتناسبين بحسب اللّفظ والمفهوم المطابقىّ بلحاظ المقصود، والمعنى الالتزامىّ كثير شائع فى كلامهم، ومن جوّز عطف الانشاء على الخبر وبالعكس نظر الى ظاهر ما ورد فى الكتاب وظاهر ما رأى فى كلامهم مع الغفلة عن اللّطائف المندرجة فى العطف والقطع الملحوظة للفصحاء فى كلامهم { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } ان كان الاولى ذميّةً او دعائيّة فلا اشكال فى العطف وان كانت خبريّةً فالعطف بلحاظ ذمّ مستفاد منها.