الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ }

{ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً } مستأنف جواباً لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: ولم كره الله انبعاثهم؟ - فقال: لانّهم لو خرجوا ما زادوا على ما انتم عليه الاّ فساداً بالتّجبين والنّميمة والهرب من الزّحف حتّى يتقوّى قلوب اعداءكم بهربهم { ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ } وضع البعير او وضع اسرع فى السّير، واوضعه حمله على السّرعة فعلى الاوّل فالمعنى انّهم لو خرجوا فيكم أسرعوا خلالكم بالافساد والنّميمة والتّخويف او أسرعوا بالهرب، وعلى الثّانى لو خرجوا فيكم حملوا ركائبهم على السّرعة بالافساد والنّميمة والتّخويف خلالكم او حملوا امثالهم على السّرعة فى الفرار { يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ } حال من فاعل اوضعوا او مستأنف لتكرار الذّمّ الّذى هو مطلوب فى المقام { وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ } عطف على يبغونكم او حال من فاعله او مفعوله والمعنى انّ فيكم سمّاعين لاقوالهم الفاسدة المفسدة او سمّاعين لاقوالكم لان ينقلوها اليهم { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلظَّالِمِينَ } وضع الظّاهر موضع ضمير السمّاعين اشارة الى صفة ذمّ لهم ووعيداً لهم، او موضع ضمير المتقاعدين اشعاراً بذمٍّ آخر لهم ووعيداً لهم، واشارة الى انّ كراهته تعالى لانبعاثهم ليس جزافاً وبلا سبب انّما هو بسبب ظلمهم، فيكون استدراكاً لوهم متوهّم يتوهّم انّ كراهته تعالى انبعاثهم يكون نحو اجبارٍ لهم على القعود، كما انّ قوله لكن كره الله انبعاثهم كان استداركاً لما يتوهّم من استقلالهم فى افعالهم فليسوا مستقلّين فى الفعال ولا مجبورين فيها.