الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ ٱسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ }

{ وَمَا كَانَ ٱسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ } عطف لاستدارك ما يتوهّم من انّ ابراهيم (ع) كان نبيّاً واستغفر لابيه المشرك { إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ } يعنى كان استغفاره وفاءً بوعده وهو خصلة حسنة وكان قبل ان تبيّن له انّه اصحاب الجحيم بقرينة قوله { فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ للَّهِ } اى فطرة بمعنى انقطاع جهة محبّته لله وهى اللّطيفة الانسانيّة { تَبَرَّأَ مِنْهُ } مع انّه كان اقرب قراباته وفسّر قوله تعالى الاّ عن موعدة وعدها ايّاه بوعد آزر لابنه ان يسلم وهو يؤيّد ما ذكرنا لانّ وعد الاسلام لا يكون الاّ عن فطرة الانسان { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ } الاوّاه الكثير التّأوّه واكثر ما يكون التّأوّه اذا كان حزن على فراق محبوبٍ وهو يستلزم كثرة الدّعاء والتّضرّع فى الخلوات وحال العبادات فما ورد من تفسيره بالدّعاء او بالمتضرّع تفسير باللاّزم وهو تعليل لاستغفاره.