الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ }

{ فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ } وقد استبعد بعض العلماء كون الآيات فى رسول الله (ص) لبعد مقامه عن العبوس والتّولّى عن الاعمى، وعلوّ رتبته عن ان يصير معاتباً بمثل هذا العتاب، اقول: لو كانت الآيات فيه (ص) والعتاب له لم يكن فيه نقص لشأنه ولم يكن منافياً لما قاله تعالى فى حقّه من قوله: انّك لعلى خلقٍ عظيمٍ فانّ اقباله (ص) وادباره وعبوسه واستبشاره كان لله فانّ عبوسه ان كان لمنع الاعمى عن نشر دين الله واستماع كلماته لاعداء الله واعداء دينه وتقريبهم الى دينه لم يكن فيه نقصٌ فيه وفى خلقه، وامّا امثال العتاب له (ص) فانّها تدلّ على تفخيمه والاعتداد به فانّ كلّها كانت بايّاك اعنى واسمعى يا جارة فالخطاب والعتاب يكون لغيره لا له، وكذا زريه تعالى له (ص) بالعبوس والتّولّى يكون متوجّهاً الى غيره فى الحقيقة.