الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّٰمٍ لِّلْعَبِيدِ }

{ ذٰلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ } من قول الله او الملائكة { وَأَنَّ ٱللَّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } عطف على ما قدّمت والمقصود نفى سببيّة ظلمه تعالى وحقّ العبارة حينئذٍ ان يقول لا بانّ الله ظلاّم للعبيد لكنّها لمّا كانت موهمةً لنسبة الظّلم اليه تعالى ونفى سببيّته للعقوبة ادّاه بصورة نفى الظّلم وسببيّة النّفى للعقوبة فانّه كثيراً ما يؤتى باداة التّسبيب ويراد نفى السبّبية كما يقال: فلان بنفسه يفعل كذا ويراد لا بسببٍ فهو نفى لنسبة الظّلم اليه تعالى صريحاً وبسبيّة الظّلم فحوىً لا انّه بيان لسببيّة عدم الظّلم خصوصاً على قاعدة انّ الاعدام لا سبيّة لها لشيءٍ وما يقال: عدم الشّرط سبب لعدم المشروط فهو بالمقايسة الى الملكات، والظّلاّم من صيغ النسب كتمّارٍ لا من صيغ المبالغة.