الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أُوْلۤـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }

{ أُوْلۤـٰئِكَ } الموصوفون بما ذكر، والاتيان باسم الاشارة البعيدة لاحضارهم بالاوصاف المذكورة ليكون كالتّعليل للحكم وتعظيماً لهم { هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقّاً } ضمير الفصل وتعريف المسند للحصر والتّأكيد، يعنى انّ هؤلآء الّذين قرنوا بين صورة الايمان العامّ الّتى هى البيعة مع النّبىّ (ص) بالبيعة العامّة وحقيقته الّتى تظهر بآثاره المذكورة الّتى هى تأثّر القلوب من آثار من آمنوا به وهو من لوازم المحبّة الّتى هى من لوازم صفاته الجماليّة والاقرار به وتفويض الامور اليه الّذى هو من آثار صفاته الجلاليّة، هم المؤمنون الّذين لا يشكّ فى ايمانهم لا البايعون بالبيعة العامّة فقط من غير التّحقّق بحقيقته فانّ ايمانهم مشكوك فيه { لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ } خبر بعد خبر او حال او استيناف جواباً لسؤالٍ مقدّرٍ { وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ذكر اوصافاً ثلاثة لهم هى امّهات ما يطلبه الانسان، الاوّل سعة المقام ولوازمها وللاشارة الى انّ الدّرجات ليست مغايرة لذواتهم بل هى شؤنهم وسعة ذواتهم قال تعالى فى آيةٍ اخرى؛ هم درجات، والثّانى ستر المساوى وما يلحقه منها، والثّالث وجدان ما يحتاج اليه.