الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً }

{ وَقَالُواْ } فيما بينهم { لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً } يعنى لا تذرنّ هؤلاء مخصوصاً، قيل: كان هذه اسماء قوم صالحين كانوا بين آدم ونوحٍ (ع) فنشأ قوم بعدهم يأخذون اخذهم فى العبادة فقال لهم ابليس: لو صوّرتم صُورهم كان انشط لكم واشوق الى العبادة، ففعلوا فنشأ بعدهم قومٌ فقال لهم ابليس: انّ الّذين كانوا قبلكم كانوا يعبدونهم، فعبدوهم، فصار عبادة الاوثان سيرة من ذلك الزّمان، وقيل: كان نوح (ع) يحرس جسد آدم (ع) على جبلٍ بالهند ويحول بينه وبين الكفّار لئلاّ يطوفوا بقبره فقال لهم ابليس: انّ هؤلاء يفخرون عليكم ويزعمون انّهم بنو آدم دونكم وانّما هو جسد وانا اصوّر لكم مثله تطوفون به فنحت خمسة اصنام وحملهم على عبادتها وهى ودّ وسواع ويعوق ويغوث ونسر، فلمّا كان ايّام الطّوفان دفن تلك الاصنام وطمّها التّراب فأخرجها الشّيطان لمشركى العرب، وقيل: صارت اوثان قوم نوحٍ (ع) الى العرب فكانت ودّ لقضاعة، ويغوث لبطنان من طىّ، ويعوق صار الى همدان، ونسر لخثعم، وسواع لآل ذى الكلاع، واللاّت لثقيفٍ، والعزّى لسليم، ومناة لقديدٍ، واساف ونائلة وهبل لاهل مكّة، وقيل: كان ودّ على صورة الرّجل، وسواع على صورة امراةٍ، ويغوث على صورة اسدٍ، ويعوق على صورة فرس، ونسر على صورة النّسر.