الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدِ ٱفْتَرَيْنَا عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا ٱللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّعُودَ فِيهَآ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَاتِحِينَ } * { وَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ ٱتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ }

{ قَدِ ٱفْتَرَيْنَا عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } مصدرٌ تأكيدىٌّ او الكلام مبتنٍ على تجريد الافتراء من مفهوم الكذب { إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ } يعنى ان عدنا فى ملّتكم يلزمنا الافتراء على الله وهو الّذى افرّ منه واذمّكم عليه، ولزوم الافتراء امّا باعتبار ادّعاء النّبوّة من الله، او باعتبار تصحيح ملّتهم مع انّها عند الله باطلة، او باعتبار ابطال ملّتهم قبل العود فانّه يلزم عند العود فيها افتراء ابطالها، او باعتبار ابطال ملّته بعد الدّخول او باعتبار الكلّ { بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا ٱللَّهُ مِنْهَا } وفى اتيان نجّينا دون اخرجنا دلالة على انّه (ع) لم يكن على ملّتهم، ولمّا كان المفهوم من قولهم او لتعودن فى ملّتنا بحسب المقام تهديدهم باجبار العود لم يكتف فى الجواب بقوله اولو كنّا كارهين واتى بما يدّل على انّهم لا يقدرون على الاجبار الاّ اذا شاء الله ليكون ردّاً عليهم واظهاراً لدعوى التّوحيد بوجهٍ آخر فقال { وَمَا يَكُونُ لَنَآ } يعنى ما يمكن لنا فلا يمكن لكم اجبارنا ايضاً { أَن نَّعُودَ فِيهَآ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ رَبُّنَا } التّوصيف للاشارة الى انّ له التّصرّف والتّعريض بعدم جواز تصرّف الكفّار فى وجودهم ليصير كالعلّة لتعلّق العود على المشيّة { وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } كرّر ربّنا لازدياد تمكّن ربوبيّته والجملة امّا حال من الله او مستأنفة جواباً لسؤال محتمل او للمدح { عَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا } وضع الظّاهر موضع المضمر تمكيناً له بالآلهيّة فى النّفوس واشعاراً بعلّة الحكم { رَبَّنَا ٱفْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِٱلْحَقِّ } التجأ الى الله واستغاث منه بعد ما حاجّ قومه وأجابهم بما أجابهم ولم ينجع فيهم، والفتح بمعنى القضاء او بمعنى الفصل او من الفتح الّذى يستعمل فى الامور الصّعبة { وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْفَاتِحِينَ وَقَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ ٱتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ } فى الدّنيا بعدم عزّتكم فى الخلق وعدم حسن معاشرتهم معكم، وفى الآخرة باستحقاقكم العذاب لضلالتكم وعدم شفيعٍ لكم لانحرافكم عن الاصنام وامثالها، وعن السّيرة الّتى شاهدناها من آبائنا وكنّا عليها واعتدناها وما تضرّرنا بها.