الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ ٱلْجِبَالَ بُيُوتاً فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ ٱللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } * { قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُوۤاْ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ } * { قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا بِٱلَّذِيۤ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } * { فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ٱئْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ }

{ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً } ثمود اسم قبيلة مسمّاة باسم ابيهم ثمود من اولاد سام بن نوح (ع) وصالح (ع) كان من اولاده، او ثمود اسم قرية صغيرة على ساحل البحر لا تكمل اربعين بيتاً كما فى الخبر { قَالَ يَاقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـٰذِهِ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ آيَةً } هذه ناقة الله مبتدء وخبر مستأنف لبيان البيّنة ولكم حال عن ناقة الله، او عن آية، او خبر بعد خبر، وآية حال مترادفة، او متداخلة، او منفردة، او ناقة الله بدل من هذه، او عطف بيان ولكم خبر وآية حال من المستتر فيه { فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِيۤ أَرْضِ ٱللَّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَٱذْكُرُوۤاْ } تذكير للنّعم بعد التّهديد من النّقم { إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ ٱلْجِبَالَ } الّتى هى خزنتها { بُيُوتاً فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ ٱللَّهِ } تعميم بعد تخصيص { وَلاَ تَعْثَوْا فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ ٱسْتُضْعِفُواْ } ديناً او مالاً او حالاً او جسماً { لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ } بدل من قوله للّذين بدل الكلّ ان كان المراد الاستضعاف فى الدّين والطّريقة، او بدل البعض ان كان المراد مطلق الاستضعاف { أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ } استهزؤوا بهم { قَالُوۤاْ } فى جوابهم من غير مبالاة باستهزائهم زائداً على الجواب الّذى هو الاقرار برسالته بالانقياد لما ارسل به والطّاعة له { إِنَّا بِمَآ أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا بِٱلَّذِيۤ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ } بتحريك بعضهم ورضا بعضٍ وعقر بعضٍ { وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ } على لسان صالحٍ وهو قوله فذروها تأكل فى ارض الله او عن مطلق امره على لسان نبيّه ولم يطيعوه فى شيءٍ منه، او عن امر ربّهم الّذى هو العقل وحكمه فانّه امر تكوينىّ { وَقَالُواْ } تجرّياً على الرّبّ ورسوله { يَاصَالِحُ ٱئْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلرَّجْفَةُ } الزّلزلة ولا ينافيها قوله تعالى فاخذتهم الصّيحة كما فى سورتى هودٍ والحجر لانّ الزّلزلة كانت مسبّبة عن الصّيحة { فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ } ملزقين بالارض والجثوم اللّزوم بالمكان.