الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

{ هَلْ يَنظُرُونَ } ما ينتظرون { إِلاَّ تَأْوِيلَهُ } ما يؤل الكتاب اليه او تأويلنا وارجاعنا ذلك الكتاب الى حقيقته الّتى هى مقام الولاية الّتى هى روحه واصله ومرجعه { يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ } ضمير المفعول راجع الى دينهم او الى لقاء يومهم هذا او الى كتاب فصّلناه او الى تأويله ومآل الكلّ واحد والمعنى يقول الّذين نسوا حقيقة الدّين او الكتاب يعنى تركوها مع الاسشعار بها، فانّ النّسيان قد يستعمل فى التّرك، او غفلوا عنها بعد الاستشعار والتّذكّر بها او لم يستشعروا بها ولم يتذكّروا بها فانّها كانت معلومة مشهودة وبعد تنزّل الانسان الى هذا البنيان صارت منسيّةً وجميع الشّرائع والعبادات والرّياضات لان يتذكّروا ما نسوه من حقيقة الدّين واتّخذوا صورته للاغراض الدّنيويّة { مِن قَبْلُ } من قبل اتيان التّأويل تحسّراً واقراراً بحقّيّته { قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ } وبالولاية الّتى كانت حقّاً او بالرّسالة الحقّة وقد اعرضنا عنه ظلماً على انفسنا { فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ } اليوم { فَيَشْفَعُواْ لَنَآ } عند ربّنا فى الولاية الّذى هو ولىّ امرنا او عند ربّ الارباب { أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } بصرف دينهم الّذى هو اعظم بضاعة لهم فى الاغراض الفانية { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ } اشراكه بالله وشفاعته عند الله من الاصنام والكواكب ورؤساء الضّلالة، والمنظور هو العجل وسامريّه ووجه ضلال مفترياتهم انّهم كانوا ينظرون اليها من حيث حدودها وتعيّناتها، لانهّم كانوا جعلوها مسمّيات ويفنى كلّ شيءٍ حينئذٍ من حيث الحدود من حيث كونه مسمّى لفناء التعيّنات والحدود حين ظهور الولاية الّتى هى الوحدة الحقّة الظّليّة كما سبق.