الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ }

{ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَآ } بترك امتثالها والاتّعاظ بها والاتّصال بها باحدى البيعتين { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } وقد اختلف القرينتان فى لفظ الموصول ودخول الفاء وعدمه والنّفى وعدمه وتكرار المبتدأ باسم الاشارة وعدمه، والوجه فى ذلك الاشارة الى اتّحاد نفوس المتّقين والاختلاف والفرقة فى المكذّبين والاشارة الى لزوم الخبر للصّلة فى الاولى دون الثّانية لعدم تخلّف وعده تعالى دون وعيده، ولو جعل من شرطيّة كان ابلغ فى ذلك المعنى وذلك أتى فى الاولى بمن المشتركة بين الشّرط والموصول واحضار المبتدأ بوصفه المذكور له تفظيعاً لحال المكذّبين وتحذيراً عن مثل حالهم مع قصد حصر صحابة النّار فيهم بخلاف الاولى، فانّه لم يقصد فيها حصر لما سبق من جواز تخلّف الوعيد ودخول المكذّبين الجنان ورفع الخوف والحزن عنهم، ووجه الاختلاف بنفى ضدّ المستحقّ فى الاولى واثبات المستحقّ فى الثّانية كون المقام مقام الوعيد والانذار، فانّ ذكر المحرّمات توعيد لمرتكبيها لا وعد لتاركيها لانّ الفضل لمن امتثل الامر لا لمن ترك المنهىّ ولذا لم يكتف بقوله فمن اتّقى واضاف اليه اصلح فى جانب الوعد، وكذا الاخبار بانقضاء الامد وفناء البسطة واتيان الرّسل بعد تلك الانذارات توعيد للمكذّبين، ولكون المقام للانذار بسط فى جانب الوعيد دون الوعد والمناسب لمقام الوعيد نفى الخوف والحزن عن غير المستحقّ واثبات العقوبات للمتسحقّ.