الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَرِيقاً هَدَىٰ وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُوا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ }

{ فَرِيقاً هَدَىٰ } جملة حاليّة او مستأنفة لبيان حال العباد حين العود كما فى الخبر او مطلقاً ترغيباً وتحذيراً { وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلضَّلاَلَةُ إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُوا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } تعليل لحقّيّة الضّلالة والمراد بالشّياطين شياطين الجنّ فى تزيين الاهواء والمشتهيات وشياطين الانس فى تزيين باطلهم بصورة الحقّ من ائمّة الجور واظلالهم { وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ } فى اتّباع العادات والاهواء واستنباط احكام الله بالآراء والاستبداد بالظّنون المستنبطة من الاقيسة والاستحسانات، واخذ احكام الله ممّن لم يؤمروا بالاخذ منهم والايتمام بهم، والتّحاكم الى من أمر الله ان يكفروا به والعمل بما لم يأخذوا ممّن امروا ان يأخذوا منه ممّن نصّ الله ورسوله (ع) عليه، وبالجملة كلّ من لم يكن منصوصاً من الله ولا من رسوله (ص) ولا اوصيائه (ع) خصوصاً ولا عموماً ولا آخذاً من المنصوص عليه كذلك فقوله وفعله وحاله كلّها ضلالة، سواء استبدّ برأيه او اخذ من غير المنصوص عليه سواء كان ذلك الغير من ائمّة الجور والمستبدّين بالآراء او من المتقلّدين للعلماء والآباء، وسواء كان المأخوذ موافقاً لصور احكام الله اولا، وسواء كان من العادات والرّسوم اولا، ثمّ بعد التّنبيه على وجوب اقامة الوجوه عند كلّ مسجد واخلاص الدّين لله صرف الخطاب عنه (ص) الى الخلق فقال: { يَابَنِيۤ آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ }.