الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِي ۤ ءَاتَيْنَاهُ ءَايَاتِنَا فَٱنْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ ٱلشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ ٱلْغَاوِينَ }

{ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱلَّذِيۤ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا } النبويّة على لسان نبيّنا (ص)، او آياتنا الولويّة على لسان خليفته، او آياتنا الآفاقيّة الغير النّبويّة والغير الولويّة، او آياتنا الانفسيّة الّتى شاهدها وادراك حيثيّة كونها آيات من الآيات المنذرة والمبشّرة الجارية على السنة خلفائنا والواردة عليه ممّا ليس بقدرته واختياره والواقعة فى المنامات والواقعات والمنبّهة من اختلاف الحالات، والغرض من التّلاوة عليهم تذكيرهم بسوء عاقبة المنسلخ حتّى يتذكّروا ويكونوا على حذر فلا ينسخلوا عن الآيات النّبويّة والاحكام الشّرعيّة ولا يعرضوا عن خليفته محمّد (ص) والمنصوب بعده لهدايتهم، ونزول الآية فى بلعم بن باعورا كما فى اخبارنا او احد علماء بنى اسرائيل او امّيّة بن ابى الصّلت رجا لكثرة علمه واطّلاعه على الكتب السّماويّة ان يكون هو النّبىّ الموعود فلمّا بعث محمّد (ص) حسده وكفر به كما قيل { فَٱنْسَلَخَ مِنْهَا } بترك العمل بمقتضاها والغفلة عنها { فَأَتْبَعَهُ ٱلشَّيْطَانُ } جعله تابعاً لنفسه بعد انسلاخه من الآيات الّتى هى الشّهب المتبعة للشّيطان والتّفسير بلحقه وادركه ايضاً مناسب لهذا المقام، مثله فى قوله تعالى فاتبعه شهاب ثاقب بمعنى لحقه وادركه وقد جاء فى اللّغة بمعنى جعله تابعاً { فَكَانَ } اى صار والتّعبير بكان للاشارة الى تمكّنه فى الغواية كما انّ لفظة { مِنَ ٱلْغَاوِينَ } ايضاً كذلك.