الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِٱلْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُمْ مِّنَ ٱلْحَقِّ يُخْرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِٱلْمَوَدَّةِ وَأَنَاْ أَعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ وَمَآ أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالبيعة العامّة { لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِٱلْمَوَدَّةِ } قيل: نزلت فى خاطب بن ابى بلتعة وذلك انّ مولاة ابى عمرو اتت رسول الله (ص) من مكّة الى المدينة بعد بدرٍ بسنتين فقال لها رسول الله (ص): " امسلمةً جئت؟ - قالت: لا، قال: فما جاء بك؟ - قالت: احتجت حاجة شديدة فأتيتكم لترفعوا حاجتى، قال: فاين انت من شبّان مكّة؟ - وكانت مغنيّة نائحةً قالت: ما طلب منّى احد بعد وقعة بدرٍ فحثّ رسول الله (ص) عليها بنى عبد المطّلب فكسوها وحملوها وأعطوها نفقة، وكان رسول الله (ص) يتجهّز لفتح مكّة فأتاها خاطب بن ابى بلتعة وكتب معها كتاباً الى اهل مكّة واخبرهم انّ محمّداً (ص) يريدهم، فخرجت سارّةً ومعها الكتاب وكانت كتمته فى ذؤابتها، فنزل جبرئيل فأخبر النّبىّ (ع) فبعث رسول الله (ص) عليّاً وعمّارّاً وعمر والزّبير وطلحة والمقداد وابا مرثد وكانوا كلّهم فرساناً، وقال لهم: انطلقوا حتّى تأتوا روضة خاج وخذوا الكتاب منها، فخرجوا الى ذلك المكان فوجدوها به فقالوا لها: اين الكتاب؟ - فحلفت بالله ما معها كتابٌ ففتّشوها فلم يجدوا معها كتاباً فهمّوا بالرّجوع، فقال علىّ (ع): والله ما كذب رسول الله (ص) وسلّ سيفه وقال: اخرجى الكتاب والاّ والله لاضربنّ عنقك فأخرجته من ذؤابتها فرجعوا بالكتاب الى رسول الله (ص)، فقال لخاطب: ما حملك على ما صنعت؟ - قال: يا رسول الله (ص) والله ما كفرت منذ اسلمت ولا غششتك منذ نصحتك ولكن لم يكن احدٌ من المهاجرين الاّ وله بمكّة من يمنع عشيرته وكنت غريباً وكان اهلى بين ظهرانيّهم فخشيت على اهلى فأردت ان اتّخذ عندهم يداً وقد علمت انّ كتابى لا يغنى عنهم شيئاً { وَقَدْ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُمْ مِّنَ ٱلْحَقِّ يُخْرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ } من مكّة { أَن تُؤْمِنُواْ } لان تؤمنوا " { بِٱللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِي } شرط تهييجىّ { تُسِرُّونَ } تلقون { إِلَيْهِمْ } فى السّرّ او تظهرون اليهم فى السّرّ { بِٱلْمَوَدَّةِ } او تعلمونهم فى السّرّ من احوال الرّسول (ص) بسبب المودّة الّتى بينكم وبينهم { وَأَنَاْ أَعْلَمُ } فعل او افعل التّفضيل { بِمَآ أَخْفَيْتُمْ وَمَآ أَعْلَنتُمْ } فاُطلِع رسولى عليكم { وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } وهو الصّراط الانسانىّ يعنى ضلّ سواء السّبيل الى الطّرق الشّيطانيّة.