الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ ٱلنَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّٰتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَٰبِهٍ ٱنْظُرُوۤاْ إِلِىٰ ثَمَرِهِ إِذَآ أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذٰلِكُمْ لأَيَٰتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

{ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } سماء الطّبع وسماء الارواح والنّبوّة والولاية { مَآءً فَأَخْرَجْنَا } التفات اشعاراً بانّ نزول الماء من السّماء كأنّه يكفيه الاسباب الطّبيعيّة ولا حاجة له الى مباشر قريب سواها بخلاف اخراج النّبات الاخضر الطّرىّ من الحبّ الجماد اليابس فانّ له مباشراً قريباً مدبّراً حكيماً قديراً آلهيّاً سوى الاسباب الطّبيعيّة { بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ } من انواع النّبات او نموّ كلّ شيءٍ من انواع الحيوان بمعنى سبب نموّه او نباتاً مناسباً لكلّ نوع من انواع الحيوان ولرفع كلّ حاجة من انواع الحاجات { فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ } اى من النّبات ورقاً وغصناً { خَضِراً } وصف مثل اخضر او من اجل الماء زرعاً ونباتاً خضراً وعلى هذا يكون من عطف التّفصيل على الاجمال { نُّخْرِجُ مِنْهُ } اى من النّبات او من الخضر او من اجل الماء { حَبّاً مُّتَرَاكِباً وَمِنَ ٱلنَّخْلِ } خبر مقدّم { مِن طَلْعِهَا } بدل او من النّخل عطف على نبات كلّ شيءٍ باقامة من التّبعيضيّة مقام الاسم او عطف على منه ومن طلعها خبر مقدّم والجملة حال او مستأنفة { قِنْوَانٌ } اعذاق جمع قنو كصنوان جمع صنو { دَانِيَةٌ } قريبة التّناول { وَ } أخرجنا به او منه او نخرج منه { جَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً } فى الشّكل والطّعم واللّون { وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ٱنْظُرُوۤاْ إِلِىٰ ثَمَرِهِ } اى ثمر كلّ واحد { إِذَآ أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ } اى نضجه حتّى تعلموا انّ لها مدبّراً حكيماً قديراً وانّ حالكم حالها { إِنَّ فِي ذٰلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } بالايمان العامّ او الخاصّ فانّ الايمان بوحدته كافٍ فى الاستدلال بالمذكورات وان لم يكن علم وفقه.