الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ ٱلأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ } * { وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَٰهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ }

{ وَقَالُواْ } عناداً ولجاجاً { لَوْلاۤ أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ } ان كان رسولاً { وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ ٱلأَمْرُ } امر حيوتهم او الامر بقبض ارواحهم يعنى انّهم ضعفاء الابصار ليس لهم قوّة الجمع بين الطّرفين، والملك لا يدركه الاّ بصيرة باطنة اخرويّة لا البصر الظّاهر الدّنيوىّ فلو انزلنا ملكاً حتّى يروه لانسلخوا من ظواهرهم البشريّة ولانقلب الدّنيا آخرة والحيوة ممات فلقصورهم وضعفهم لم ننزّل ملكاً بحيث يرونه، ولاينافى هذا نزول الملك على الرّسل (ع) لجمعهم بين الدّنيا والآخرة كما مضى تحقيقه وكيفيّة مشاهدة الملك فى المنام واليقظة للرّسل وسماع قوله للانبياء والمحدّثين عند قولهوَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا } [البقرة: 219] من سورة البقرة { ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً } جوابٌ ثانٍ او جواب لاقتراح ثان فانّهم تارة قالوا: لولا انزل عليك ملك، وتارة قالوا: لو اراد الله ان يبعث الينا رسولاً لا نزل ملكاً { وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } يعنى لو انزلنا ملكاً امّا جعلناه بصورة ملكٍ ولم يقووا على ادراكه، او جعلناه بصورة رجلٍ ولو جعلناه بصورة رجلٍ لا وقعنا عليهم الالتباس والامتراء حتّى يقولوا فيه ما قالوا فى الرّسول البشرىّ، فالآية اشارة الى قياس استثنائىٍّ منفصل التّالى مرفوعة بكلا شقّيه ان كانت جواباً بكلا شقّيه لسؤال واحد، او اشارة الى قياسين استثنائيّين ان كانت جوابين لسؤالين منهم.