{ وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِٱللَّيْلِ } التّوفىّ اخذ الشّيء بتمام اجزائه والمراد منه هنا مطلق الاخذ وبعد ذكر احاطة علمه اراد ان يذكر احاطة آلهيّته وربوبيّته { وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم } ما كسبتم { بِٱلنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ } من نومكم { فِيهِ } فى النّهار { لِيُقْضَىٰ أَجَلٌ مّسَمًّى } ليمضى مدّة عمركم او الى ان يقضى ويختم غاية عمركم { ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } يحكم فيهم ما يشاء بلا مانعٍ ولا يكتفى بقهره وتسلّطه واحاطته { وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً } يحفظونكم من مردة الشّياطين وهوامّ الارض وسائر الآفات ويحفظون اعمالكم بالكتب والثّبت { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا } وقد مضى بيان توفىّ الله والرّسل والملائكة وملك الموت فى سورة النّساء { وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ } فلا يشذّ عنهم شيء من قواه وجنوده وهو تأكيد لمفهوم توفّته بحسب المعنى.