الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَٰتِ ٱلأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَٰبٍ مُّبِينٍ }

{ وَعِندَهُ } ابتداء كلام من الله او جزء مفعول القول حالاً كان او عطفاً { مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ } جمع مفتح بالفتح بمعنى المخزن او مفتح بالكسر بمعنى المفتاح ولمّا نفى عن نفسه علم الغيب والقدرة على ما يستعجلون به اثبت مخازن الغيب او اسباب العلم به والتّصرّف فيه لله تعالى بطريق الحصر وعلى الاوّل فقوله { لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ } يكون تأسيساً وعلى الثّانى يكون تأكيداً، ولمّا حصر علم الغيب فيه تعالى عمّم علمه بجملة المحسوسات الخارجة عن حدّ الاحصاء فقال { وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ } من اوراق شجرة الجسم او من اوراق شجرة العلم او من اوراق شجرة الولاية او من اوراق الشّجرة الانسانيّة من النّطف الّتى تقع فى الرّحم ثمّ تسقط قبل ان تستهلّ { إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ ٱلأَرْضِ } وقد عمّمت الحبّة فى الخبر ويسهل عليك تعميمها { وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } اثبات المعلوميّة دون الثّبوت بالنّسبة الى الورقة السّاقطة، ونسبة الثّبوت فى الكتاب الى الاشياء الثّابتة للاشعار بانّ السّاقط ساقط عن الكتاب والثّابت ثابت فى الكتاب، والكتاب المبين هو اللّوح المحفوظ وصورته النّبوّة وصورتها القرآن الّذى اعطاه محمّداً (ص) والكلّ صورة الولاية الّتى اصلها وصاحبها أمير المؤمنين (ع) فعنده علم الكتاب الّذى لا رطب ولا يابس الاّ فيه.