الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يٰحَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } * { وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ ٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }

{ قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ } فى مظاهره الولويّة فانّ لقاءه تعالى اضافة بينه وبين عبده وحقيقة اضافاته تعالى هى اضافته الاشراقيّة الّتى هى الولاية المطلقة وهى علىّ (ع) بعلويّته { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلسَّاعَةُ } ساعة الموت او ساعة القيامة او ظهور القائم (ع) يعنى ظهور الامام عند حضور السّاعة وقد فسّرت فى الاخبار بكلّ والكلّ راجع الى معنى واحد والتّفاوت اعتبارىّ { بَغْتَةً } ولقوا الله بظهور علىّ (ع) او ظهور القائم (ع) { قَالُواْ يٰحَسْرَتَنَا } جيئي فهذا اوان حضورك { عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا } وقصّرنا { فِيهَا } فى السّاعة ولقاء الرّبّ عندها { وَهُمْ } حينئذٍ { يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ } اثقالهم الّتى كسبوها فى الدّنيا { عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ } لانّه لا يزر اليوم وازرٌ وزر آخر { أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ } لا يليق بالحكيم ان يجعل مثلها غايةً لفعله؛ واللّعب ما كان له غاية خياليّة، واللّهو ما لم يكن له غاية، وهو عطف على { وَقَالُوۤاْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا } ، او على { أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ } او على { بَلَىٰ وَرَبِّنَا } ، او على { فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ } ، او على { قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ } ، او على { يٰحَسْرَتَنَا } ، او على { وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ } ، او حال متعلّق بواحدة من الجمل السّابقة { وَلَلدَّارُ ٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ } وامّا الّذين لا يتّقون فى اشدّ دار لهم عذاباً { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } انّه لا يليق بالحكيم جعل الاولى غاية ويليق به جعل الثّانية غاية فاطلبوها.