الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ }

{ قُلْ } بعد نفى الشّرك الصّورىّ عن نفسك نفياً للشّرك المعنوىّ تأكيداً لنفى الشّرك الصّورىّ { إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي } تعميمٌ بعد تخصيص اهتماماً بالخاصّ فانّه عمود الدّين واصل كلّ نسك { وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي } يعنى انّ افعالى التّكليفيّة الاختياريّة واوصافى التّكوينيّة الالهيّة خالصة من شوب مداخلة النّفس والشّيطان { للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ } تعميم بعد تخصيص وتأكيدٌ لما يفهم التزاماً فانّه اذا لم يكن فى افعاله واوصافه شريكٌ لله لم يكن فى وجوده شريكٌ لله، واذا لم يكن فى وجوده شريكٌ لله لم ير فى العالم شريكاً لله، لانّ رؤية الشّريك فى العالم يقتضى السّنخيّة بين الرّائى والمرئىّ الّذى هو العالم الّذى فيه شريك، والسّنخيّة تقتضى الشّريك لله فى وجوده وكون الشّريك فى وجوده يقتضى الشّريك فى صفاته { وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ } تعريض بهم بانّ شركهم غير مبتنٍ على امرٍ { وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ } لانّ كلّ من أخلص ذاته وصفاته وافعاله وجميع ماله لله تعالى، فهو مقدّم على الكلّ وخاتم سلسلة الصّعود واقرب الصّاعدين اليه، وهو اوّل من اقرّ فى الذّرّ بالوحدانيّة كما ورد فى الخبر ولانّه اوّل من اتّصف بدين الاسلام.