الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

{ وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ } قرئ بفتح همزة انّ وتشديد النّون او تخفيفه مخفّفة من المثقّلة وحينئذٍ تكون مع بعدها عطفاً على ان لا تشركوا واعتبار الحرمة فيه باعتبار ترك المتابعة، او تكون بتقدير اللاّم متعلّقاً بقوله اتّبعوه وقرئ بكسر همزة انّ فتكون عطفاً على تعالوا، وقرئ صراط ربّك وصراط ربّكم وهذا اشارة الى المستفاد ممّا ذكر من قوله ان لا تشركوا الى اخر الآيات وهو التّوسّط بين الافراط والتّفريط فى الفعل والقول وهو صراط الولاية، او هو اشارة اوّلاً الى طريق الولاية الّذى كان معهوداً عنده { وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } اصله تتفرّق حذف تاء المضارعة والفعل منصوب بان بعد الفاء والباء للتّعدية والمعنى لا تتّبعوا السّبل فان تتفرّق بكم اى تفرّقكم وتزيل اجتماعكم واتّحادكم فى الصّراط، ولمّا كان التّوسّط بين الافراط والتّفريط لا يحصل الاّ بالولاية بل كان هو الولاية والولاية من شؤن الولىّ بل هى الولىّ صحّ تفسيره بالولاية وبمحمّد (ص) وبعلىّ (ع) كما ورد فى الاخبار، ولمّا كان الانحراف عن التّوسّط والميل الى الافراط والتّفريط لا يحصل الاّ باتّباع الهوى بل هو اتّباع الهوى والهوى ليس الاّ من شؤن اعداء اهل البيت صحّ تفسير اتّباع السّبل بمحبّة اعدائهم { ذٰلِكُمْ } التّوسّط { وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } السّبل المتفرقّة فانّ التّقوى الحقيقيّة هى الاحتراز عن الطّرق المنحرفة والثّبات على الصّراط المستقيم.