الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنَ ٱلإِبْلِ ٱثْنَيْنِ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ ٱثْنَيْنِ قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلأُنْثَيَيْنِ أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ٱلأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ وَصَّٰكُمُ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ }

{ وَمِنَ ٱلإِبْلِ ٱثْنَيْنِ } العِراب والبخاتى { وَمِنَ ٱلْبَقَرِ ٱثْنَيْنِ } الاهلىّ والوحشىّ { قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ ٱلأُنْثَيَيْنِ أَمَّا ٱشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ ٱلأُنْثَيَيْنِ } والمقصود انكار تحريم شيءٍ منها والزمهم انّ قولهم بحرمة الذّكور منها تارة والاناث اخرى والاجنّة اخرى كما سبق ليس عن علم وحجّة بل محض تخمين وظنّ من انفسهم { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ } حاضرين { إِذْ وَصَّاكُمُ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا } يعنى امثال ذلك امّا ان يعلم ببرهان فيمكن اعلام الغير بذلك البرهان، او يعلم بشهود وسماع حتّى يكون من علمٍ وان لم يكن اعلام الغير به، ولمّا لم يكن لكم برهان ولا شهود لم يكن حكمكم هذا الاّ محض افتراءٍ على الله فلفظة ام وان كانت منقطعة لكنّها معادلة لقوله نبّئونى بعلمٍ باعتبار المعنى يعنى الكم برهان ام كنتم شهداء { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } تقريع على ما تقدّم باعتبار ثبوت الافتراء او جزاء لشرطٍ مقدّرٍ بهذا الاعتبار، يعنى اذا لم يكن لكم برهان وعلم كما دلّ عليه نبّؤنى بعلم ولم تكونوا شهداء كما دلّ عليه قوله ام كنتم شهداء فانتم مفترون ولا اظلم ممّن افترى على الله فهو اشارة الى نتيجة قياس مستفاد من سابقه والى قياس اخر منتج اى انتم لا علم لكم ولا شهود، وكلّ من لا علم له ولا شهود فى قوله فهو مفتر، وكلّ مفتر لا اظلم منه فانتم لا اظلم منكم { لِيُضِلَّ ٱلنَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } وهذا الّذى ذكر من تفسير الازواج بما ذكر هو الّذى ورد فى الاخبار ولمّا امر الله تعالى نبيّه (ص) بالسؤال عن حرمة شيءٍ من الازواج وعن البرهان عليها او الشّهود بها امره ان يجيب، بانّ طريق العلم امّا برهان او شهود وهما منتفيان عنكم كما سبق وامّا وحى بتوسّط سفراء الله وملائكته او تقليد لصاحب الوحى وانتم اهله وانا اهل ذلك الوحى ومدّع له، لا انتم لعدم ادّعائكم ذلك واعترافكم بانّكم لستم اهلاً للوحى فقال { قُل }.