الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَٰدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ }

{ وَكَذٰلِكَ } اى مثل تزيين جعل النّصيب لله من مخلوقاته { زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ } وهم الّذين كانوا يرتكبون قتل اولادهم او وأدهم للعار او لخوف العيلة او للاصنام وقرئ زيّن مجهولاً وقتل بالرّفع واولادهم بالنّصب وشركاؤهم بالجرّ بناءً على توسّط المفعول بين المضاف والمضاف اليه، وقرئ زيّن مجهولاً وقتل بالرّفع واولادهم بالجرّ وشركاؤهم بالرّفع على ان يكون شركاؤهم فاعل القتل، وقرئ زيّن معلوماً وقتل بالنّصب واولادهم بالجرّ وشركاؤهم بالرّفع، وحينئذٍ يكون فاعل زيّن ضميراً راجعاً الى الله وشركاؤهم فاعلاً للمصدر او شركاؤهم فاعل زيّن وفاعل المصدر محذوف يعنى المشركين او شركاؤهم متنازع فيه لزيّن وللمصدر، وتعميم القتل والاولاد والشّركاء لما فى الكبير والصّغير يناسب كون شركاؤهم فاعلاً للمصدر او متنازعاً فيه { لِيُرْدُوهُمْ } ليهلكوهم بالاغواء عن الحيوة الانسانيّة { وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ } ليخلطوا عليهم { دِينَهُمْ } الفطرىّ الّذى كانوا عليه بحسب الفطرة من التّوجّه الى الآخرة والتّوحيد او طريقتهم الّتى كانوا عليها، آلهيّةً كانت او شيطانيّةً حتّى لا يستقيموا على تلك الطّريقة الّتى يسمّونها ديناً { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا فَعَلُوهُ } تسلية للرّسول (ص) بصرف نظره عن صورة افعالهم الى السّبب الاصلىّ لها، حتّى لا يضيق صدره بما فعلوا ولا يتحسّر عليهم { فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } تسكين له (ص) عن تعب الدّعوة والاهتمام بمنعهم من شنائع اعمالهم.