الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }

{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً } عن الحيوة الانسانيّة وان كان حيّاً بالحيوة الحيوانيّة { فَأَحْيَيْنَاهُ } بالحيوة الانسانيّة بقبول الدّعوة النّبويّة والبيعة العامّة او باستعداد قبول الولاية واستحقاق البيعة الخاصّة { وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً } اماماً او ايتماماً بامام منّا { يَمْشِي بِهِ } بسببه او معه { فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ } المثل بالتّحريك والمثل بالكسر والمثيل كامير الشّبيه، والمثل بالتّحريك الحجّة والحديث والصّفة والمعنى كمن هو شبيه من احييناه حال كونه { فِي ٱلظُّلُمَاتِ } او كمن شبيهه ثابت فى الظّلمات او كمن حديثه او صفته ثابتة فى الظّلمات، او كمن صفته البقاء فى الظّلمات سواء كان حيّاً بالحيوة الانسانيّة وقبول الدّعوة النّبويّة ولم يكن له نورٌ او لم يكن حيّاً فضلاً عن النّور { لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } عن الباقر (ع) الميت الّذى لا يعرف هذا الشأن يعنى هذا الامر، واقول: المراد به الولاية اى الدّعوة الباطنة وقبولها والبيعة لها وقال (ع) جعلنا له نوراً اماماً يأتمّ به يعنى علىّ بن ابى طالب (ع) كمن مثله فى الظّلمات قال (ع) بيده هذا الخلق الّذين لا يعرفون شيئاً، وبهذا المضمون اخبار كثيرة، ويستفاد من هذا الخبر انّ المراد بالميّت غير العارف بأمر الولاية سواء كان عارفاً بامر النّبوّة او لم يكن، والحيوة معرفة امر الولاية بقبول الدّعوة الباطنة فانّه لا يتصوّر معرفة هذا الامر الاّ بالبيعة الخاصّة الولويّة وقبول الدّعوة الولويّة، والمراد بالنّور امّا نفس قبول الدّعوة والبيعة او الامام الظّاهر عليه بشريّته، او المراد بالنّور الامر الدّاخل فى القلب بالبيعة الخاصّة او المراد به ملكوت الامام الظّاهر على السّالك فانّه به يحصل معرفة الامام بالنّورانيّة { كَذَلِكَ } التّزيين الّذى زيّنّا لمن مثله فى الظّلمات { زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } فى ظلمات جهالاتهم محجوبين عن امر الولاية وضالّين عنه.