الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ }

{ فَكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ ٱسْمُ ٱللَّهِ عَلَيْهِ } ولا تبالوا بما قالوا من انّكم تأكلون ما قتلتم بأيدكم ولا تأكلون ما قتله الله من الانعام، وبعد ما علمت انّ الاكل أعمّ من فعل القوى والاعضاء وصفات النّفس وادراك المدارك الظّاهرة والباطنة والعقائد العقلانيّة، وانّ الاصل فى اسم الله هو الولاية وانّها الاسم الاعظم وان لا اسم الاّ وهو ظلّ لذلك الاسم الاعظم، وانّ عليّاً (ع) هو مظهره الاتمّ ولذا ورد عنه: لا اسم اعظم منّى، امكنك تعميم الاكل فى كلّ فعل وقول واكل وشرب وادراك وخاطر وعلم ومعرفة واعتقاد وكشف وشهود وعيان، فانّ الكلّ اكل بالنّسبة الى القوى الّتى هى مبدأه، وكذا امكنك تعميم اسم الله فى الاسم القولىّ والقلبىّ المتّصلين بصورته الملكوتيّة الّتى تسمّى فكراً وسكينةً وحضوراً وذكراً حقيقيّاً فى لسانهم، فكلّ ما فعل مع الحضور عند الاسم الاعظم وتذكّره بصورته الملكوتيّة فهو حلال ولا وزر معه ولا وبال، ومع تذكّر الاسم الاعظم بما قلنا لا يقع منه ما هو مكروه الاسم الاعظم ومكروهه مكروه الله فلا يقع منه حرام خارج عن السّنة ولذا قيل:
" كفر كيرد ملّتى ملّت شود "   
ومع عدم ذكر الله لا بالقول ولا بالقلب ولا بالفكر كلّما فعل وان مباحاً كان حراماً كما قيل:
" هر جه كَيرد علّتى علّت شود "   
وعن الصّادق (ع) فى حديث ذكر الانهار انّه قال: فما سقت واستقت فهو لنا وما كان لنا فهو لشيعتنا، وليس لعدوّنا منه شيءٌ الاّ ما غصب عليه، وانّ وليّنا لفى اوسع فيما بين ذه وذه مشيراً الى السّماء والارض ثمّ تلا: قل هى للّذين آمنوا فى الحيوة الدّنيا المغصوبين عليها خالصة لهم يوم القيامة بلا غصبٍ، وقد ورد: ولىّ علىٍّ (ع) لا يأكل الاّ الحلال كما قيل:
كر بكَيرد خون جهان رامال مال   كى خورد مرد خدا الاّ حلال
{ إِن كُنتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ } واعظم الآيات محمّد (ص) وعلىّ (ع) وهو شرط تهييج على نفى التحرّج عن فعل ذكر اسم الله عليه وعدم الاعتناء بقول اصحاب التّخمين والظّنّ، او تقييد لاباحة ما ذكر اسم الله عليه.