الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ }

{ وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱلْمَلاۤئِكَةَ } ردّ لاقتراحاتهم وردع للرّسول (ص) وللمؤمنين عن ارادة الاتيان بشيءٍ منها فانّهم كما نقل قالوا يا محمّد (ص) كان للانبياء الماضين آيات، فقال: اىّ شيءٍ تحبّون منها ان آتيكم به؟ - فقالوا: اجعل لنا الصّفا ذهباً، وابعث لنا بعض موتانا نسألهم عنك، وأرنا الملائكة يشهدون لك، او ائتنا بالله والملائكة قبيلاً، وسأل المسلمون الرّسول (ص) ان يأتى لهم، فأراد الرّسول (ص) ان يجيبهم فنزل جبرئيل (ع) وقال: ان سألت اجبت ولكن ان لم يؤمنوا عذّبتهم وان شئت تركتهم حتّى يتوب تائبهم، فقال رسول الله (ص) " بل يتوب تائبهم " ، فأنزل الله تعالى ولو انّنا نزّلنا عليهم الملائكة { وَكَلَّمَهُمُ ٱلْمَوْتَىٰ } فى رسالتك { وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً } جمع القبيل بمعنى الكفيل او جمع قبيل هو جمع القبيلة بمعنى الجماعة من النّاس او هو مصدر بمعنى المعاينة والمقابلة والمعنى انّا لو جمعنا عليهم كلّ آية معاينة ومقابلة لهم، او لو جمعنا كلّ شيءٍ من الله والملائكة وغيرهم كفلاء بما بشّروا وانذروا او جماعات وحمل الجمع على كلّ شيءٍ باعتبار عمومه { مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ } ردّ لسببيّة الاسباب الظّاهرة للايمان واثبات بسببيّة المشيّة له وردع للمشركين والمؤمنين من نظرهم الى الواسطة وغفلتهم عن سببيّة المشيّة واقتراحهم وتمنّيهم للآية، بانّ الوسائط ليست اسباباً، بل هى مظاهر لمشيّته والسّبب لكلّ مسبّب هو المشيّة، فلو شاء الله لاتى كلّ نفس هديها من غير واسطةٍ ولو لم يشأ لم تهتد وان كان لها كلّ واسطة { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ } اكثر المؤمنين او المشركين او الجميع { يَجْهَلُونَ } انّ المشيّة هى السّبب للايمان لا الآية المقترحة والمتمنّاة، ولذا يقترحون ويتمنّون او الفعل منسىّ المفعول والمعنى اكثرهم جهلاء.