الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ ٱلْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَاهُمُ ٱللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي ٱلْمُؤْمِنِينَ فَٱعْتَبِرُواْ يٰأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ }

{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ ٱلْحَشْرِ } الحشر اخراج جمعٍ من مكانٍ الى آخر والمعنى اخرجهم فى اوّل حشر المؤمنين اليهم للقتال، او فى اوّل حشرهم من حصونهم للقتال، او لاجل حشرهم الاوّل الى الشّام او الى خيبر وثانى حشرهم الى القيامة او الى الشّام، او وقت ظهور القائم (ع) من الشّام، او فى القيامة من الشّام، او المعنى فى اوّل حشرٍ وجلاءٍ وقع فى زمان الرّسول (ص) وبعده وقع جلاءٌ وحشرٌ لغيرهم على يد الرّسول (ص) { مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ } اى من بأس الله { فَأَتَاهُمُ ٱللَّهُ } اى أتاهم عذابه او بأسه او خليفته { مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ } لقوّة وثوقهم واعتمادهم على حصونهم فأتاهم بأس الله فى حصونهم، عن القمّىّ سبب ذلك انّه " كان بالمدينة ثلاثة ابطن من اليهود، بنى النّضير وقريظة وقينقاع وكان بينهم وبين رسول الله (ص) عهد ومدّة فنقضوا عهدهم وكان سبب ذلك بنى النّضير وذلك انّه اتاهم رسول الله (ص) يستسلفهم دية رجلين قتلهما رجلٌ من اصحابه غيلةً يعنى يستقرض، وكان (ص) قصد كعب بن الاشرف فلمّا دخل على كعبٍ قال: مرحباً يا ابا القاسم واهلاً وقام كأنّه يصنع له الطّعام وحدّث نفسه ان يقتل رسول الله (ص) ويتبع اصحابه، فنزل جبرئيل فأخبره بذلك فرجع رسول الله (ص) الى المدينة وقال لمحمّد بن مسلمة الانصارىّ: اذهب الى بنى النّضير فأخبرهم انّ الله تعالى قد أخبرنى بما هممتم به من الغدر فامّا ان تخرجوا من بلدنا وامّا ان تأذنوا بحربٍ، فقالوا: نخرج من بلادك فبعث اليهم عبد الله بن اُبىٍّ: الاّ تخرجوا وتقيموا وتنابذوا محمّداً الحرب فانّى انصركم انا وقومى وحلفائى، فان خرجتم خرجت معكم وان قاتلتم قاتلت معكم، فأقاموا وأصلحوا حصونهم وتهيّؤا للقتال وبعثوا الى رسول الله (ص) انّا لا نخرج فاصنع ما انت صانع، فقام رسول الله (ص) وكبّر وكبّر اصحابه وقال لامير المؤمنين (ع): تقدّم الى بنى النّضير فأخذ امير المؤمنين (ع) الرّاية وتقدّم وجاء رسول الله (ص) واحاط بحصنهم وغدر بهم عبد الله بن ابىٍّ وكان رسول الله (ص) اذا ظهر بمقدّم بيوتهم حصّنوا ما يليهم وخرّبوا ما يليه، وكان الرّجل منهم ممّن كان له بيت حسن خرّبه وقد كان رسول الله (ص) امر بقطع نخلهم فجزعوا من ذلك وقالوا: يا محمّد (ص) انّ الله يأمرك بالفساد؟! ان كان لك هذا فخذه، وان كان لنا فلا تقطعه، فلمّا كان بعد ذلك قالوا: يا محمّد (ص) نخرج من بلادك فأعطنا مالنا، فقال: " لا، ولكن تخرجون ولكم ما حملت الابل " ، فلم يقبلوا معه شيئاً من ذلك، فبقوا ايّاماً ثمّ قالوا: نخرج ولنا ما حملت الابل، فقال: " لا، ولكن تخرجون ولا يحمل احدٌ منكم شيئاً فمن وجدنا معه شيئاً من ذلك قتلناه "

السابقالتالي
2