الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي ٱلأَمْوَٰلِ وَٱلأَوْلَٰدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَٰهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰماً وَفِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنٌ وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ }

{ ٱعْلَمُوۤاْ } ابتداء كلامٍ منقطع عن سابقه وتزهيد عن الحياة الدّنيا ولوازمها، وترغيب فى الآخرة والانفاق وتسهيل له { أَنَّمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ } اللّعب ما له غاية خياليّة غير عقليّةٍ، واللّهو ما لم يكن له غاية خياليّة مدركة مشعوراً بها وان كان لا يجوز ان يكون فعل المختار بلا غايةٍ، والتّقدير اعلموا انّ متاع الحياة الدّنيا او حاصل الحياة الدّنيا لعب ولهو { وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي ٱلأَمْوَالِ وَٱلأَوْلاَدِ } اى تغالب فى ذلك ولا يبقى للعاقلة شيءٌ من ذلك { كَمَثَلِ غَيْثٍ } مفعول ثان لاعلموا او انّما وما بعده قائم مقام المفعولين او هو خبر مبتدءٍ محذوف { أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ } اى نبات الغيث الّذى نبت بسبب الغيث وقال تعالى: اعجب الكفّار لانّ الكفّار لكفرهم بالله اشدّ اعجاباً بصورة النّبات بخلاف غير الكفّار فانّهم يفرحون بالمنعم وانعامه { ثُمَّ يَهِيجُ } ييبس ببلوغه الى غايته او بعاهةٍ { فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً } لائقاً للنّار { وَفِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ } مثّل الحياة الدّنيا ونزول ماء الحياة من سماء الارواح بنزول المطر من السّماء وصورة الانسان فى بدو الامر بنبات النّبات فى اوّل الامر ضعيفاً ثمّ استواء الانسان باستواء النّبات فى خضرته وطراوته واعجابه للغافل عن الآخرة ثمّ انحطاطه بانحطاط النّبات ثمّ موته بيبس النّبات واصفراره وتكسّره ثمّ العذاب فى الآخرة للمفتون بالحياة باحتراق النّبات اليابس { وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَانٌ } لمن لم يفتتن او للكلّ بشرط الاستعداد والاستحقاق { وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَاعُ ٱلْغُرُورِ } اى التّمتّع المسبّب من الغرور او متاع سبب للغرور.