الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ }

{ إِنَّ فِي ذَلِكَ } الاخبار او فى ذلك الاهلاك { لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ }.

اعلم، انّ العلم الّذى هو نورٌ يقذفه الله فى قلب من يشاء، اوّل ظهوره يورث التّحيّر والانصات فيطلب به من يخرجه من تحيّره فاذا وجد وانقاد له لم يكن له شأنٌ الاّ الاستماع الى ما قال المنقاد له والامام، فثانى مراتبه يورث الاستماع لمن انقاد له وهو مقام التّقليد فانّه يأخذ فى هذا المقام من الامام مصدّقاً له من غير تحقيقٍ لمأخوذاته، او من غير اعتبارٍ لتحقيق مأخوذاته، وهذا صاحب الصّدر المنشرح بالاسلام فاذا وجد هذا المقلّد انموذج مأخوذاته بوجدانه او بشهوده كان خارجاً من حدود صدره الى حدود قلبه وهذا هو الّذى مزج التّقليد بالتّحقيق، او خرج من التّقليد الى التّحقيق، وهذا صاحب القلب سواء دخل فى بيت القلب او لم يدخل بعدُ لكن كان مشرفاً على الدّخول، وهذان هما اللّذان يتذكّران ويعتبران بكلّ ما سمعاه، وامّا غيرهما من ارباب النّفوس فيمرّون على الآيات وهم عنها معرضون { وَهُوَ شَهِيدٌ } حاضر الذّهن عند القائل تقييد لالقاء السّمع.