الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ ٱلْقِرَدَةَ وَٱلْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّاغُوتَ أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ }

{ قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكَ } الايمان الّذى تنقمون لاجله او من ذلك الفسق او من ذلك النّقم يعنى ان هذا شرّاً باعتقادكم او فى الواقع فهل انبّئكم بشرٍّ منه { مَثُوبَةً } جزاء { عِندَ ٱللَّهِ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ } هو خبر مبتدءٍ محذوفٍ تقديره صاحب ذلك الشّرّ من لعنه الله او ذلك الشّرّ صفة من لعنه الله او بدل بتقدير مضاف، تقديره بصفة من لعنه الله وهو مبتدءٌ وجملة اولئك شرّ مكاناً خبره { وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ ٱلْقِرَدَةَ وَٱلْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّاغُوتَ } فيه قراءات، قرئ فعلاً مبنيّاً للفاعل ومبنياً للمفعول بتقدير فيهم وعابد الطّاغوت وعبدة الطّاغوت وعبَدَ الطّاغوت جمعاً كخدم وعبُد الطّاغوت بضمّ الباء وصفاً، وعطفه على القراءات واضح وقد مضى تفسير الطّاغوت { أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ } من قبيل اضافة الصّفة الى الموصوف اى السّبيل السّواء غير مائل الى احد الطّرفين من الافراط والتّفريط للنّصارى واليهود والمراد بالتّفضيل امّا الزيادة مطلقاً لا بالاضافة الى المؤمنين او بالاضافة الى النّاقمين او الى الفاسقين، او الى المؤمنين على اعتقادهم او بالاضافة الى المؤمنين على سبيل التّهكّم بهم.