{ وَلْيَحْكُمْ } قرئ بالامر وبكسر الّلام وفتح الميم { أَهْلُ ٱلإِنْجِيلِ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } وصفهم بالكفر تارة وهو عدم الاقرار بالله او بدينه، وبالظّلم اخرى وهو اعطاء الحقّ لغير المستحقّ ومنع الحقّ عن المستحقّ، وبالفسق اخرى وهو الخروج عن طريق الشّرع والعقل لاتّصافهم بالاوصاف الثّلاثة ولتفضيحهم غاية التّفضيح ولانّ الاوّل بالنّسبة الى امّة محمّد (ص) ولمّا كان رسالته وكتابه واحكامه اشرف سمّى المنحرف عن احكامه، والحاكم بغيرها كافراً اشعاراً بانّ المنحرف عن احكامه لشرافتها اسوء حالاً من الكلّ والثّانى بالنّسبة الى اليهود، ولمّا كان الكثرة فيهم غاية كان الظّلم وهو الاضافة الى الغير فيهم اظهر والثّالث بالنّسبة الى النّصارى ولمّا كان الوحدة فيهم اظهر كان الخروج عن طريق الوحدة وهو الفسق انسب بحالهم واعلم، انّه ليس المراد الحكم بالتّوراة والحكم بالانجيل الحكم فى مطلق السّياسات والعبادات فانّهما منسوختان بمحمّد (ص) وكتابه، بل المقصود الحكم بهما باعتبار ما ثبت فيهما من بعثة النّبىّ (ص) وآثاره وعلاماته، والمقصود الاهمّ التّعريض بالامّة فى الحكم بالقرآن فى خلافة علىّ (ع) فلا تغفل.