الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالبيعة العامّة فانّ هذا حكم قالبىّ لجملة المسلمين { لاَ تُقَدِّمُواْ } قدم كنصر وقدّم من التّفعيل واستقدم وتقدّم بمعنىً والمعنى لا تمشوا { بَيْنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } والمقصود لا تقدّموا بين يدى رسوله لكنّه اضاف الله للاشعار بانّ التّقدّم بين يدى رسول الله (ص) هو التّقدّم بين يدى الله لانّ رسوله مظهره، وقرئ لاى تقدّموا من التّفعّل اى لا تتقدّموا، ويجوز ان يكون لا تقدّموا بضمّ التّاء وكسر الدّال من قدّمه اذا جعله مقدّماً فى الامر، ويكون المعنى لا تقدّموا احداً على الله ورسوله (ص)، او لا تقدّموا امراً على امر الله ورسوله (ص) او لا تختاروا امراً بين يدى رسوله (ص) من دون اذنه، او لا تجعلوا امر انفسكم مقدّماً على امر الله بان تجعلوا فى الاعمال المعاديّة امر النّفس والغايات النّفسيّة نصب اعينكم غافلين عن امر الله، وبان يكون نظركم فى الاعمال المعاشيّة الى ما يزيّنه لكم انفسكم من دون نظر فيها الى امر الله ونهيه، والمقصود من الكلّ هو المقصود من كلّ القرآن وهو لا تقدّموا احداً فى الخلافة ولا تُقْدموا على الخلافة من دون امر الله ورسوله (ص) { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } اى سخطه فى الاقدام على الامور الشّرعيّة { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } لما تقولون فى امر الخلافة، او لما تأمركم انفسكم عند اعمالكم المعاديّة والمعاشيّة { عَلِيمٌ } بنيّاتكم ودقائق اعمالكم واحوالكم ومكنوناتكم الّتى لا اطّلاع لكم عليها.