الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّقَدْ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءْيَا بِٱلْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً }

{ لَّقَدْ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّؤْيَا } جوابٌ لما قالوا بعد صدّهم عن مكّة انّ محمّداً (ص) وعدنا دخول مكّة وما دخلنا وما حلّقنا وما قصّرنا { بِٱلْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ آمِنِينَ } قيل: الاستثناء تعليم للعباد كيف يتكلّمون اذا اخبروا عن الآتى، وقيل: الاستثناء باعتبار حال الدّاخلين فانّ منهم من مات قبل الدّخول ولم يدخل كأنّه قال: لتدخلنّ كلّكم ان شاء الله، وقيل: الاستثناء باعتبار الامن من العدوّ، وقيل: ان ههنا بمعنى اذ، اى اذ شاء الله، والحقّ انّه ههنا للتّبريك ومحض التّعليم { مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لاَ تَخَافُونَ فَعَلِمَ } من الصّلاح فى اجمال الوعد وعدم التّصريح بوقته { مَا لَمْ تَعْلَمُواْ } فانّه كان فى صدّكم عن المسجد الحرام وصلحكم مع قريش بذلك الصّدّ منافع كثيرة للاسلام واهله وقوّةً عظيمةً ونشر للاسلام { فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ } الدخّول { فَتْحاً قَرِيباً } هو فتح خيبر او صلح الحديبية فانّه اختلط المسلمون بالمشركين بذلك الصّلح وتمكّنوا من اظهار الاسلام وسمع المشركون باحكام الاسلام ورغبوا فيه وتقوّى الاسلام به ودخل محمّد (ص) واصحابه فى العام المقبل وهو سنة السّبع من الهجرة مكّة فى كمال الشّوكة والعزّة.