الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ ٱلنَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }

{ وَعَدَكُمُ ٱللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا } هى ما يفئ الله على المؤمنين (ع) الى يوم القيامة او هى مغانم مكّة وهوازن { فَعَجَّلَ لَكُمْ هَـٰذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ ٱلنَّاسِ } اى ايدى قريش او ايدى الاعراب وغيرهم بقوّة الاسلام، او ايدى اهل خيبر وحلفائهم { عَنْكُمْ } ذكر فى المجمع عن العامّة انّه لمّا قدم رسول الله (ص) المدينة من الحديبيّة مكث بها عشرين ليلةً ثمّ خرج منها غازياً الى خيبر فحاصرهم حتّى اصابتهم مخمصة شديدة ثمّ انّ الله فتحها؛ وذلك انّ النّبىّ (ص) اعطى اللّواء عمر بن الخطّاب ونهض من نهض معه من النّاس فلقوا اهل خيبر فانكشف عمر واصحابه فرجعوا الى رسول الله (ص) يُجَبِّنّه اصحابه ويُجَبِّنّهم، فقال رسول الله (ص) بعد ما اخبروه بما فعل عمر واصحابه، " لاُعطينّ الرّاية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله، كرّاراً غير فرّارٍ لا يرجع حتّى يفتح الله على يديه، فلمّا اصبح النّاس غدوا على رسول الله (ص) كلّهم يرجون ان يعطيها، فقال (ص): اين علىّ بن ابى طالب (ع)؟ - فقالوا: هو تشتكى عينه، فأرسل اليه فأتى به فبصق فى عينيه ودعا له فبرئ كأن لم يكن به وجعٌ فأعطاه الرّاية، فقال (ص): انفذ على رِسْلِك حتّى تنزل بساحتهم ثمّ ادعهم الى الاسلام واخبرهم بما يجب عليهم من حقّ الله فوالله لان يهدى الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من ان يكون لك حمر النّعم، فذهب الى خيبر فبرز اليه مرحب فضربه ففلق رأسه فقتله وكان الفتح على يده " ، هكذا اورده مسلم فى الصّحيح، ونقل عن العامّة: انّ عليّاً (ع) لمّا دنا من الحصن خرج اليه اهله فقاتلهم فضربه رجلٌ من اليهود فطرح ترسه من يده فتناول علىٌّ (ع) باب الحصن فتترّس به عن نفسه فلم يزل فى يده وهو يقاتل حتّى فتح الله عليه ثمّ القاه من يده، فلقد رأيتنى فى نفرٍ معى سبعة نجهد على ان نقلب ذلك الباب فما استطعنا، ونقل عنهم انّ عليّاً (ع) حمل الباب يوم خيبر حتّى صعد المسلمون عليه فافتتحوها وانّه حُرّك بعد ذلك فلم يحمله اربعون رجلاً، وروى من وجهٍ آخر انّه اجتمع عليه سبعون رجلاً فكان جهدهم ان اعادوا الباب، ورووا عن ابى ليلى قال: كان علىّ (ع) يلبس فى الحرّ والشّتاء القباء المحشوّ الثّخين وما يبالى الحرّ فاتانى اصحابى فحكوا ذلك لى فقالوا: هل سمعت فى ذلك شيئاً؟ - فقلت: لا، فقالوا: فسل لنا اباك عن ذلك، فانّه يسمر معه فسألته فقال: ما سمعت فى ذلك شيئاً فدخل على علىٍّ (ع) فسمر معه، ثمّ سأله عن ذلك، فقال: اوما - شهدت خيبر؟ - قلت: بلى، قال: فما رأيت رسول الله (ص) حين دعا ابا بكرٍ فعقد له ثمّ بعثه الى القوم فانطلق فلقى القوم ثمّ جاء بالنّاس وقد هزم؟ - فقال: بلى، قال: ثمّ بعث الى عمر فعقد له ثمّ بعثه الى القوم فانطلق فلقى القوم فقاتلهم ثمّ رجع وقد هزم، فقال رسول الله (ص):

السابقالتالي
2 3