الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم }

{ هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ } قد مضى الكلمتان فى سورة آل عمران مع بيانٍ لهما { تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } لا ان تعطوا رسولنا، وتدعون لتنفقوا شيئاً يسيراً من اموالكم فى سبيل الله لا ان تعطوا كثيراً من اموالكم { فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ } بالانفاق بما فرض الله وبغيره { وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ } اى يبخل متجاوزاً عن خير نفسه فانّ الانفاق كما مضى فى اوّل البقرة مورثٌ لاخذ الاشرف والاولى وقد مضى هناك ايضاً انّ الانفاق اعمّ من انفاق المال والقوى والجاه والقوّة والانانيّة { وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ } فلا يأمركم بالانفاق لحاجةٍ له اليه { وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ } فيأمركم بالانفاق لحاجتكم فى استكمالكم الى الانفاق { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ } عن الايمان بعلىٍّ (ع) او عن طاعة الرّسول (ص) فيما امركم به من الانفاق وغيره { يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } القمّىّ قال: يدخلهم فى هذا الامر { ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم } فى ان يقولوا بافواههم ما ليس فى قلوبهم وقد فسّر القوم الآخر بابناء الموالى فى عدّة اخبارٍ، وفى المجمع " روى ابو هريرة انّ ناسً من اصحاب رسول الله (ص) قالوا: يا رسول الله (ص) من هؤلاء الّذين ذكر الله فى كتابه؟ (وكان سلمان الى جنب رسول الله (ص)) فضرب يده على فخذ سلمان فقال: هذا وقومه، والّذى نفسى بيده لو كان الايمان منوطاً بالثّريّا تتناوله رجالٌ من فارس " ، وعن الصّادق (ع): من اراد ان يعرف حالنا وحال اعدائنا فليقرأ سورة محمّدٍ (ص) فانّه يراها آيةً فينا وآيةً فيهم.