الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ } * { أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا } * { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَأَنَّ ٱلْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ } * { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَامُ وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } * { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ } * { أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَاءَهُمْ }

{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالولاية { فَتَعْساً لَّهُمْ } تعسوا تعساً لهم والتّعس الهلاك والعثار والسّقوط والشّرّ والبعد والانحطاط، والفعل كمنع وسمع، ويستعمل متعدّياً فيقال: تعسه الله مثل اتعسه الله { وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ } فى علىٍّ (ع)، كذا روى عن الباقر (ع) الاّ انّه كشط الاسم { فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } اى ارض الطّبع او ارض القرآن او الاخبار او السّير او ارض العالم الصّغير { فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } ممّن كذّب بآيات الله ولم يصدّق خلفاء الله حتّى يتنبّهوا لقبح فعلهم وتكذيبهم وعقوبته { دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } دمر كنصر ودمّر من التّفعيل اهلك، ودمر دموراً هجم هجوم الشّرّ ودخل بغير اذنٍ { وَلِلْكَافِرِينَ } بالولاية { أَمْثَالُهَا ذَلِكَ } التّدمير { بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بالولاية لا الّذين كفروا بها { وَأَنَّ ٱلْكَافِرِينَ } بالولاية { لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } مستأنفةٌ جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: ما يفعل الله بهم فى كونه مولى لهم؟ - وما يفعل بالكافرين فى كونهم لا مولى لهم؟ - والمراد بالايمان البيعة الخاصّة الولويّة او الحالة الحاصلة بها، او البيعة العامّة النّبويّة، والمراد بالعمل الصّالح البيعة الخاصّة { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بولاية ولىّ امرهم { يَتَمَتَّعُونَ } يتلذّذون { وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَامُ } يعنى يتمتّعون كالانعام من غير نظرٍ الى عاقبتهم وعاقبة تمتّعهم { وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَتْكَ } وهى مكّة { أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ أَفَمَن كَانَ } يعنى الم يكن عندنا تميزٌ فمن كان { عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ } وهو علىٌّ (ع) كما مضى فى سورة هودٍ { كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَٱتَّبَعُوۤاْ أَهْوَاءَهُمْ } عن الباقر (ع) هم المنافقون.