الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ قُلْ إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ فَلاَ تَمْلِكُونَ لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَىٰ بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ }

{ أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَاهُ } ولمّا كان السّحر له شأنٌ ووقعٌ فى القلوب اضرب عن هذا القول وقال: بل يقولون افتراه { قُلْ } فى جوابهم { إِنِ ٱفْتَرَيْتُهُ فَلاَ تَمْلِكُونَ لِي مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } يعنى ان افتريته فلا تدفعوا عنّى شيئاً من عذاب الله ولا تتحمّلوا شيئاً من اوزارى لانّكم لا تملكون لى من الله شيئاً من عذابه حتّى تدفعوه عنّى، او ان افتريته لم اكن بعاقلٍ واكن سفيهاً، لانّ الافتراء لا يكون الاّ تعرّضاً لسخط الله، وان اتعرّض لسخط الله لان اكون مقبولاً عندكم كنت سفيهاً، لانّ المقبوليّة عندكم لا تنفعنى لانّكم لا تملكون لى من الله شيئاً من رفع عذابه، وبعد ابطال الافتراء هدّدهم بهذا الافتراء وقال { هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ } اى تندفعون { فِيهِ } من القول بانّ القرآن سحرٌ او افتراءٌ { كَفَىٰ بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } تهديدٌ آخر لهم { وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } جمع بين التّهديد والارجاء كما هو شأن النّاصح الكامل.