الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَـٰذَآ أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }

{ قُلْ } للمشركين بالله وللمشركين بالولاية { أَرَأَيْتُمْ مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الاصنام والكواكب والاهواء والشّياطين والملائكة او ما تدعون من دون خلفاء الله او من دون اذن الله من رؤساء الضّلالة { أَرُونِي مَاذَا خَلَقُواْ مِنَ ٱلأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } اى فى خلق السّماوات يعنى لا شركة لهم فى خلق شيءٍ من اجزاء الارض ولا فى شيءٍ من اجزاء السّماوات حتّى يستحقّوا به العبادة { ٱئْتُونِي بِكِتَابٍ مِّن قَبْلِ هَـٰذَآ } بدل من أرونى نحو بدل الاشتمال اى أرونى ماذا خلقوا أرونى كتاباً فيه ثبت شركتهم فى خلق الارض هو على سبيل التّنزّل ان لم يكن لكم دليل عقلىّ فأتونى بدليلٍ نقلىٍّ من كتابٍ سماوىٍّ او غير سماوىٍّ يمكن تقليده { أَوْ أَثَارَةٍ مِّنْ عِلْمٍ } الأثارة نقل الحديث وروايته يعنى ائتونى بكتابٍ يمكن الاعتماد عليه فيه جواز اشراك الشّركاء، او ائتونى بحديثٍ منقولٍ ناشٍ من علمٍ وفسّر ببقيّةٍ من علمٍ من السّابقين يجوز الاعتماد عليه والتّقليد له { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } يعنى انّ مثل هذا لا يجوز القول به ولا الاعتقاد به الاّ اذا كان دليلٌ عقلىٌّ يدلّ على صحّته وصحّة القول به، وان لم يكن لكم دليل عقلىٌّ فلا اقلّ من ان يكون لكم دليلٌ نقلىٌّ يجوز التّعويل عليه والتّقليد له من كتابٍ او نقلٍ، وسئل الباقر (ع) عن هذه الآية فقال: عنى بالكتاب التّوراة والانجيل، وامّا أَثارةٍ من العلم فانّما عنى بذلك علم اوصياء الانبياء (ع) وبعد ما اظهر عجزهم عن الاتيان بدليلٍ عقلىٍّ او نقلىٍّ أتى بالدّليل العقلىّ والنّقلىّ على بطلان قوله فقال: { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَن لاَّ يَسْتَجِيبُ لَهُ }.